رئيس التحرير
عصام كامل

أين قوة مصر الناعمة؟!


تراجعت قوة مصر الناعمة كثيرًا في السنوات الأخيرة، وتفاقمت بعد أحداث يناير؛ وتسابق النخبة لنفاق الثوار الذين كثرت انشطاراتهم وائتلافاتهم، وعلت سقوف أحلامهم دون رؤية واضحة أو امتلاك إجابة حقيقية عن البديل الواقعي.. انخرط الجميع في الهدم بلا هوادة دون أن يعرف واحدٌ من المتاجرين بأحلام الشباب كيفية إعادة البناء حتى دخلت البلاد في أتون الانقسام والاستقطاب الحاد والصراع العنف؛ الأمر الذي أسقط ورقة التوت الأخيرة عن نخبة مفلسة انعزلت عن واقعها واكتفت بشعارات ظاهرها الإصلاح وباطنها الكذب والفساد.


ويبقى أخيرًا أن نؤكد أنه ليس عيبًا أبدًا أن ترد الأحزاب الجميل للرئيس السيسي، وتؤيد ترشحه لولاية ثانية.. ذلك أنه أنقذ البلاد من حكم الجماعة الإرهابية.. ولا يزال يخوض معركة البقاء والبناء ويقود ثورة تنمية وتعمير وإصلاح اقتصادي.. يدٌ تبني ويدٌ تحارب الإرهاب.

آن الأوان أن يكون لدينا أحزاب حقيقية تستمد قوتها وشرعيتها من المجتمع وتقوده نحو التغيير عبر كوادر حقيقية تملك القدرة على التأثير، والمنافسة في أي انتخابات نيابية أو رئاسية.. فمن العيب أن يقفز فجأة مرشحون للرئاسة وأن تفرز الأحزاب المائة مرشحًا وحيدا في مواجهة السيسي.. وأبلغ رد من الشعب المصري أن تخرج ملايينه إلى صناديق الانتخاب للتصويت بكثافة عالية تثبت للعالم كله أن شعبنا أذكى من كارهيه وأقوى من أحزابه ونخبته.
الجريدة الرسمية