نجيب محفوظ يكتب: أم كلثوم..عظيمة في كل شيء
في جريدة "الأيام" عام 1943 كتب الأديب نجيب محفوظ مقالا عن كوكب الشرق أم كلثوم قال فيه:
لم أسمع أم كلثوم في البداية.. لكنى سمعتها في أسطوانة عام 1926 لدرجة أننى تشاجرت مرة مع واحد لأنه قال إن أم كلثوم أحسن من منيرة المهدية لأننى كنت من عشاق منيرة المهدية.
ففي بداية ظهور أم كلثوم تطل منيرة لتمثل منافسا لا يستهان به، وقد تربينا على صوت منيرة فصوتها جميل جدا، لكنها كانت قد كبرت وفي نفس الوقت ظهرت أم كلثوم بصوتها القوي الممتاز الذي سمعناه من خلال أسطوانات حتى كبرنا وسمعناها شخصيا كصوت جميل لا نظير له.
وما من جمود مثل أن تقارن أي صوت من الأصوات المصرية بهذا الصوت المتعالى، فقل في غناء أسمهان وليلى مراد ما تشاء إلا أن تقارن بصوت أم كلثوم فتنصره من حيث أردت أن تنفعه وتهيئه من حيث أردت أن تكرمه، وتمرغه في التراب وقد أردت أن تسمو به إلى السماء.
وفي مجلة نصف الدنيا عام 2004 وفي حوار مع نجيب محفوظ في ذكرى رحيل أم كلثوم قال فيه:
هي لم ترحل عنا فما زال صوتها وفنها وشخصيتها باقية أبدا معنا، أم كلثوم بكل تاريخها الفنى استطاعت أن تجمع العرب وتوحدهم، وما قامت به أم كلثوم نحو وطنها أبلغ من جمال صوتها.
لقد كانت عظيمة في كل شيء وتستحق الدراسة لمن يتطلع إلى النجاح لأنه تاريخ الفلاحة التي صنعت كل شيء من لا شيء فاستطاعت أن تثقف نفسها بنفسها، وفنها فوق كل المستويات وتصادق وتتعلم وتختار بذكاء كل شيء في حياتها.
وعندما حضرت إلى الأهرام للاحتفال مع كتاب الأهرام بعيد ميلادى الخمسين كان تقديرا كبيرا منها وقالت كلمة قصيرة تقول فيها:
لقد أسعدنى نجيب محفوظ برواياته وقصصه وأرجو أن يسعدنى خمسين عاما.
وقلت لها: إذا كانت كتاباتي قد أسعدت أم كلثوم فماذا يستطيع إنسان أن يفعل إزاء إحساسه بأنه أسعد مصدر سعادته.