رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عبد الوهاب يكتب: سعدت بالغناء مع أم كلثوم

فيتو

طلبت مجلة الكواكب في عام 1949 من الموسيقار محمد عبد الوهاب أن يكتب مقالا، وقالت المجلة في افتتاحيتها للمقال «هذه هي المرة الأولى التي يمسك فيها عبد الوهاب قلمه ليتحدث عن زميلته في إمارة الطرب أم كلثوم وقد جاء مقاله باقة من الثناء والاعتراف بالفضل فكتب يقول:


قد يعرف الكثيرون أننى والآنسة أم كلثوم ظهرنا معا ولأول مرة حتى الآن منذ أكثر من عشرين عاما.. نعم ظهرنا معا وغنينا معا «على قد الليل ما يطول».

كان ذلك منذ أكثر من عشرين عامًا 1927 في منزل والد الصديق أبو بكر خيرت، وكان المنزل في شارع خيرت.

وقيل لى قبيل الحفلة إنني سأغني مع أم كلثوم، ففرحت واعتبرت هذا الخبر بشرى كبيرة لمطرب غير معروف تماما، لم يصل إلى مدارج الشهرة بعد في حين أن أم كلثوم كانت وقتذاك قد وطدت قدمها وعرفت منذ سنوات وعرفها الناس وأعجبوا بفنها الرفيع.

وغنيت مع أم كلثوم وأحسست وأنا إلى جوارها أنني أتحدث إلى أستاذ، وأن هذه الحفلة يتوقف عليها شيء غير قليل من مصيري كمطرب ناشئ، وسمعنا في هذه الحفلة بين من سمعنا الأستاذ حسن أنور وكيل معهد الموسيقى وقتذاك فهمس في أذنى بأنني قد أديت دوري على أكمل وجه وأننى قد أحسنت الأداء.

وحسبته يجاملني ولكن هذه الهمسات توالت على من صاحب الحفلة وكثيرين غيره.

ولم أبه إلا لشهادة أم كلثوم التي قالت لى همسا «أنت كويس».. وأحسست بفخر عظيم أن أغني مع مطربة لها مكانة شعبية في وقت لم أكن أن أتمتع بمثل هذه المكانة. وهكذا غنيت مع أم كلثوم.
الجريدة الرسمية