«الفنكوش» هدية 5 محافظين للمواطنين
مع كل حركة محافظين جديدة يبدأ موسم التصريحات الصارمة والوعود المتعددة والتعهد بالإنجازات والمشروعات التنموية لعدد ممن وقع عليهم الاختيار لتولي هذه المناصب، لكن سرعان ما تتهاوى هذه الوعود وتتحول الإنجازات إلى "فنكوش"؛ لتصبح المحصلة صفرا.
«فيتو» ترصد في التقرير التالي عددا من المحافظين الذين وعدوا بمشروعات تنموية لتطوير محافظاتهم، ولم يفوا بوعودهم:
الدقهلية
الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، واحد من هؤلاء، حيث أطلق عددا من الوعود لأهالي محافظة الدقهلية، إلا أنها لم تنفذ منذ توليه المنصب، في شهر فبراير 2017.
وكان من أبرز وعود محافظ الدقهلية حل أزمة المرور في شوارع مدينة المنصورة، بتركيب عدد من الإشارات الضوئية على عدد من الشوارع الرئيسية، وقام المحافظ بتنفيذ وعده بتركيب الإشارات الضوئية، إلا أنها لم تحل أزمة المرور حتى الآن، ولازالت شوارع مدينة المنصورة تعاني من الازدحام، خاصة في وقت الذروة، التي تبدأ من الساعة الواحدة ظهرا حتى الخامسة عصرا.
كما وعد المحافظ بتركيب كاميرات مراقبة حديثة على أعمدة الإنارة المتواجدة في الشوارع الرئيسية بمدينة المنصورة ومداخل المدن الرئيسية لضبط الأمن ومنع التحرش وتعزيز السيطرة وضبط المخالفات بطريقة عصرية، وأن تكلفة المشروع تبلغ 100 مليون جنيه، ولم ينفذ ذلك حتى الآن.
أيضا وعد بتنفيذ مشروع النقل الجماعي في المنصورة من أجل طلاب الجامعة، والتوسع في استغلال النقل النهري، بحيث يمتد حتى ميت غمر وبنها جنوبا ودمياط شمالا لتشجيع السياحة الداخلية، ولم يتم تنفيذ تلك الوعود.
كما وعد محافظ الدقهلية بإعادة فتح ممشى الخالدين على بعد أمتار قليلة من مبنى ديوان عام محافظة الدقهلية، وذلك بعد غلقه لسنوات طويلة بعد أن تم تطويره ولازال الممشى مغلقا حتى الآن.
الغربية
أما عن محافظة الغربية، فانتابت أهلها حالة من الغضب والاستياء؛ بسبب الطرق والشوارع الجانبية؛ لتركها بدون رصف، وسط تقاعس مسئولي مجالس المدن والأحياء.
وعبرت الدكتورة أمنية رزق، مواطنة بالمحافظة، عن استيائها الشديد من الإهمال في رصف الطرق والشوارع بمدينة طنطا، رغم تصريحات محافظ الغربية عن رصف الشوارع والاهتمام بالنظافة العامة للمدينة، موضحة أنها قدمت شكوى للواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية شخصيا، عن إهمال الشوارع، وعليه قائلا: «أنت أكيد مش من طنطا عشان مش حاسة بالتطوير».
فيما استكمل أحمد عجرمة، أحد الأهالي، أن شوارع مناطق القرشي والعجيزي والسلخانة وكفر الخادم، تعاني من إهمال شديد، وتراكم القمامة على جانبي الطريق، وانتشار سائقي التكاتك بصورة مخيفة، رغم وعود محافظ الغربية برصف جميع شوارع طنطا، والاهتمام بالنظافة العامة لشوارع.
أسوان
ويأتي محافظ أسوان ضمن القائمة فوعد اللواء مجدي حجازي خلال عامين من توليه المسئولية الأهالي بالعديد من الوعود، لحل المشكلات التي يعانون منها، ولم تنفذ، وأصدر قرارات لم تطبق، ما أدى إلى تفاقم المشكلات وغضب المواطنين واستيائهم، ولجوئهم لموقع التواصل الإجتماعى «فيس بوك» للاستغاثة، والاعتراض على تراجع المحافظة السياحية، من خلال إطلاق هاشتاج من أبرزها «#_أنقذوا_أسوان، #_أسوان_عطشانة، #_أسوان_تستغيث، وكارت أحمر»، فضلًا عن تقييم أداء المحافظ والنواب، والعديد من الحملات الأخرى التي تطالب بتغييره.
ومن أبرز الوعود التي قدمها محافظ أسوان إلى الأهالي القضاء على مشكلة القمامة التي أصبحت منتشرة في جميع شوارع المحافظة، وخاصة الداخلية منها، بالرغم أنه أعلن عن إعطائه مهلة لرئيس مدينة أسوان ورؤساء الأحياء مسبقًا للانتهاء من كافة أعمال رفع القمامة والمخلفات مع إزالة الأتربة من جانبي الأرصفة على أن يتم ذلك بشكل دوري ومتناوب أسبوعيًا بين الشوارع، وهو ما لم يحدث وتفاقمت مشكلة القمامة.
كما وعد بإنهاء أزمة انقطاع المياه التي يعاني منها أهالي أسوان في العديد من المناطق، ومازالت مستمرة حتى الآن؛ سواء بسبب تكرار كسر خطوط الصرف الصحي بعدة مناطق، وهو يغضب الأهالي؛ لأنها تنقطع بشكل مفاجئ وتستمر الأزمة لعدة أيام، فضلًا عن أن هناك العديد من الانتقادات بخصوص عدم اهتمامه بمجال السياحة، وإعادة المظهر الحضاري للمحافظة، مع تنفيذ الأفكار الجاذبة للسائحين من مختلف دول العالم.
كما قرر مجدي حجازي تطبيق نظام العداد لسيارات التاكسي الحديثة في يونيو 2016، التعريفة الجديدة لسيارات التاكسي التي تعمل بدون عداد داخل مدينة أسوان، طبقًا للمسافات وخطوط السير المختلفة، ولم يطبق القرار حتى الآن ومازال يعانى أهالي أسوان من أجرة التاكسى الباهظة.
وتأتى اللقاءات الأسبوعية التي يعقدها مجدى حجازى مع المواطنين مليئة بالعديد من القرارات والوعود التي لا تنفذ، ويشكو الأهالي من عدم تنفيذها بالرغم من لقاء المحافظ.
القليوبية
أما عن مدن القناطر الخيرية وشبرا الخيمة في القليوبية، فما زالت تنتظر وعود اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية، بتطوير الأولى، وتحويلها إلى مدينة سياحية، وإزالة الغبار عن معالمها الأثرية، والأخرى تنتظر إزالة أكبر مقلب قمامة عمومي داخل الكتلة السكنية وينقل الأمراض للمواطنين.
مدينة القناطر الخيرية الكثير من الوعود، كعادتها مع المسؤولين المتعاقبين على المحافظة، منها ما حدث في 10 يونيو الماضي، من اجتماع اللواء محمود عشماوي، مع الدكتور أسامة عقيل أستاذ الطرق بجامعة عين شمس؛ لاستكمال مناقشة تطوير ثلاثة طرق بالمحافظة، وهم طريق قليوب القناطر الخيرية وطريق قليوب شبين القناطر وطريق باسوس شلقان، وتشمل أعمال التطوير رفع كفاءة الطرق من خلال إنشاء كباري سطحية وتطوير مزلقانات على السكة الحديد، بجانب أعمال الإنارة وإنشاء أماكن انتظار للسيارات في أماكن جانبية؛ لعدم عرقلة الطريق واستغلال الطرق أيضا في مجال الإعلانات للاستفادة المالية من عائدها، هو ما يخدم المشروع السياحي للمدينة.
كما عقد المحافظ اجتماعا مع الدكتورة سحر نصر وزير الاستثمار والتعاون الدولي بمقر الوزارة، منذ أشهر، وذلك لبحث إقامة مشروعات استثمارية جديدة في القناطر الخيرية، وقد تناول الاجتماع مخطط تطوير مدينة القناطر الخيرية، واستغلال طبيعة المدينة في إقامة عدد من المشروعات الاستثمارية والسياحية بها، على كورنيش النيل، مثل الفنادق وحدائق تعليمية للأطفال وممشى للسياح، مع إقامة وسيلة مواصلات جيدة؛ لضمان نجاح هذه المشروعات داخل المدينة وجذب المستثمرين والسياح.
كما تم خلال الاجتماع، مناقشة إقامة مشروعات استثمارية على بحيرة عرب العليقات بالقليوبية، تتضمن ملاهي وحديقة تعليم ومناطق على طرازات مختلفة تعبر عن عدد من الدول مثل المنطقة المصرية والمغربية والإيطالية والمكسيكية، ما تساهم في جذب عدد من السائحين لزيارة هذه المناطق.
وأكد عشماوي أن المحافظة تفتح ذراعيها لتشجيع المستثمرين وتقدم الدعم اللوجستي لهم، بتوصيل المرافق.
ويشير محمود سعد مؤسس حملة شباب من أجل القناطر، أن المدينة لديها وفرة في الحدائق منها، عفلة ومرجانة وغيرها، ولكن لم يتبق منها أي مظاهر جمالية وتحولت إلى أماكن تجمعات القمامة، وأحيانا مأوى للخارجين على القانون والبلطجية.
وأضاف سعد أن أهل المدينة سمعوا عن مشروعات بالملايين منها مشروع الممشى والبانوراما التاريخية، وتحويل محلج محمد علي إلى متحف، ومنذ سنوات، وكل مسئول يقرأ نفس المشروعات، ولكن لا جديد على أرض الواقع، فالآثار مهملة، والسكان أنفسهم يعانون ولا يشعرون بالتغيير.
أما شبرا الخيمة فقد انتظرت تنفيذ وعد المحافظ منذ 3 أشهر، بنقل ٢٠٠ ألف متر مكعب قمامة، يمثلون تلالا من القمامة منذ ١٠ سنوات، بالمقلب العمومي بشبرا الخيمة، الذي أصدر محافظ القليوبية قرارا بنقل تلك القمامة إلى أبو زعبل بالخانكة، ولا جديد على أرض الواقع.
الإسكندرية
أما عن الإسكندرية، فلها طبيعة خاصة؛ لكونها مدينة ساحلية سياحية، ولابد من استمرارية عمليات التطوير بها والمشروعات التنموية، حتى تخدم أهالي المحافظة، وتأتي هي الأخرى ضمن قائمة المحافظات ذات المشروعات الوهمية، التي يعلن عنها محافظها الدكتور محمد سلطان، إلا أنه مازالت هذه المشروعات تنتظر التنفيذ.
ملفات ومشروعات متعددة، أطلقها الدكتور محمد سلطان، والتي تضمنت مشروع طريق وادي القمر، وتطوير طريق مثلث الشركات؛ للتعرف على ما أنجز من المشروع والمعوقات، ومن ثم ترعة المحمودية، وأخيرا مشروع تطوير ترام شرق المدينة.
مشروع طريق وادي القمر، بعد أن وعد الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، بسرعة الانتهاء من تطوير هذا المشروع من أجل رفع كفاءة الطرق والمحاور الرئيسية بها، والتي تساهم في تحقيق وتسهيل حركة النقل والمواصلات على الطرق السريعة غرب الإسكندرية، وذلك لرفع المعاناة عن المواطنين، وينفذ على ثلاث مراحل، ويهدف إلى سهولة المرور لدخول وخروج السيارات من وادي القمر إلى الطريق الصحراوي، إلا أنه توقف أعمال التطوير للطريق واستكمال المشروع، يثير تساؤلات كثيرة لأهالي المنطقة.
محور ترعة المحمودية، بعد التخطيط لهذا المشروع وتطويره، منذ عهد اللواء عادل لبيب المحافظ الأسبق، في عام ٢٠٠٨، إلا أن استمرار توقف هذا المشروع، يرجع إلى ضعف الميزانية المالية الكافية لتنفيذ المشروع، بعد أن وضعت المحافظة خطة شاملة لأعمال تخطيط المرور، والتي تتمثل في تطوير محور المحمودية، ومحور أبو قير العوايد، والمشير أحمد إسماعيل، ليصل إلى طريق المحمودية، إلا أن وعود المحافظ الحالي لم تأت بجديد؛ لتنفيذ هذا المشروع المحوري، والتشديد على الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من تطوير ترعة المحمودية بطول ٥٠٠ متر، بنطاق حى غرب، في إطار تجميل كورنيش المحمودية، والوصول به إلى رونقه الجمالي الذي يليق بمكانة الإسكندرية، إلا أنه لم ينفذ، مما أصاب المواطنين بالمدينة بالحيرة الشديدة من وعود محافظهم الوهمية.
مشروع تطوير ترام شرق المدينة، بعد أن نال هذا المشروع الكثير من الوعود من قبل المحافظ الحالي، للانتهاء منه لخدمة المواطن السكندري، بعد أن تم تحديد قرض فرنسي ١٠٠ مليون يورو، من أجل تطوير هذا المشروع المتعثر، لخدمة أهالي المدينة من الازدحام المروري بوسائل المواصلات، والمعاناة الكبيرة التي يعانيها المواطن البسيط داخل عربات الترام، والتي يستخدمها البعض كوسيلة للتنقل من منطقة إلى أخرى؛ للابتعاد عن الازدحامات اليومية، إلا أن هذه العربات لم تسلم من تواجد أطفال الشوارع والباعة الجائلين، والتدهور الكبير داخل الكثير من العربات.