الذكرى الحسنة
الحقيقة الوحيدة التي يتفق عليها الجميع أن الحياة مؤقتة، رحلة قصيرة تسير بنا من الطفولة للشباب للشيخوخة سريعا، لا نجد وقتا نفكر فيه كيف مرت السنوات واحدة بعد الأخرى، دون أن ندرى.. كم كانت أطماع الناس فيها للحصول على المزيد من الخير، وكأننا سننعم به للأبد، ينسون أنه لا يمكننا أن نعيش أكثر مما قُدر لنا، أنه أجل مسمى لا يعلمه سوى من خلق الخلق ويعلم متى ينتهى العمر.
إن العاقل يعلم تماما قيمة الدنيا، وما فيها، يعلم ماذا يمكن أن يحمله من الدنيا إلى الآخرة من عمل يجنى منه ثواب الدار الآخرة، فهل نحن مدركون أين نحن وإلى أين نحن ذاهبون؟
كيف نغفل عن الحقيقة التي هي النهاية، وكأننا بعيدون عنها، كأننا مخلدون على الأرض، ينسون أن الموت أقرب إلينا من أي شيء.. بل قد يكون أقرب ما يكون. كيف نعلم أننا مغادرون ولم نحسن الذكرى بين الخلق؟!، لماذا سيطرت على عقولنا دار البلاء ولم نفكر في دار البقاء، وهى الأولى، فكل ما في الدنيا إلى زوال ولن يدوم إلا وجه الله.
فلنسع لحسن الذكرى، فلنغتنم الفرصة كلما وهب الله لنا يوما جديدا، لأنها ببساط قد لا تتجدد، أو يكون يومنا هذا هو آخر أيامنا على الأرض، فلنصلح مهما كانت الضغوط، بل فلنصلح من أحوالنا كلما زادت الضغوط ونتحملها ابتغاء مرضات الله تعالى.
فلنذكر كل من نسوا هذه الحقيقة، ولنعمل جميعا من أجل أن تبقى صحائف أعمالنا أمامنا، لنعرف مكانتنا عند الله.. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.. اللهم إنا نسألك البر والتقوى ومن العمل ما ترضى.. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك واجعلنا من الذين أنعمت عليهم فلن تغضب عليهم أبدا.. اللهم آمين.