رئيس التحرير
عصام كامل

متى يُكتب تاريخ 25 يناير و30 يونيو؟! (1)


والسؤال المهم: متى يُكتب تاريخ 25 يناير وما بعده بأقلام محايدة وبأيدي مؤرخين منصفين يروون ما جرى بالوثائق والأدلة الكاملة وبحس وطني صادق.. ومتى يكتب ما جرى في 30 يونيو وما بعدها.. كيف كانت مصر.. وكيف أصبحت.. وماذا لو وقف جيشها على الحياد ولم يتدخل لحماية الدولة والإرادة الشعبية؟!


بأي عين يرى المشككون ما حدث في مصر.. ثم ألا يرون ما يجرى في دول الجوار، وخصوصًا الشقيقة سوريا التي تتنازعها دول وتيارات شتى؛ فها هي أمريكا قد استحلت أرضها بحجة محاربة داعش، ثم أعلنت في صلف وبجاحة أنها لن تخرج منها، وهو الأمر ذاته الذي تكرر من تركيا الأردوغانية؟!!

نريد إجابات شافية لأسئلة حائرة: لماذا بدأت ثورة يناير في أيامها الأولى نقية، شعارها: "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، ثم انقلبت خريفًا عاصفًا أكل الأخضر واليابس بفضل جماعة الإخوان، التي ركبت الثورة وخطفتها وصعد على أنقاضها جماعات ذات إسناد ديني مدعومة من أمريكا وقطر وتركيا.. بمَ وعد الأمريكان "الفصيل الإخواني".. وماذا استفادت أنظمة الحكم في تركيا وقطر؟

ومَنْ يتحمل أوزار وخطايا سنوات ما بعد 25 يناير وتكلفتها الاقتصادية الباهظة وتداعياتها المُرة التي ما زلنا جميعًا ندفع ثمنها غاليًا، اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا بعد تراجع عوائد السياحة والتصدير وإغلاق آلاف المصانع وتدهور الاقتصاد، وتراجع الاحتياطي الأجنبي بصورة غير مسبوقة.. والأهم من يتحمل مسئولية الدماء التي أراقها الإرهاب والأرواح البريئة التي جرى إزهاقها ومئات الشهداء والمصابين (يقدرهم البعض بنحو 11 ألف مصاب) في صفوف الجيش والشرطة اللذين لا يزالان يقدمان ببسالة وعن طيب خاطر مزيدًا من التضحيات؛ قربانًا لهذا الوطن واستقراره وحمايته من الإرهاب.. ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية