انطلاق مؤتمر «سوتشي» حول سوريا في ظل مقاطعة المعارضة.. حكومة دمشق تشارك بوفد «حزب البعث».. ممثلو الفصائل يعترضون على شعار المؤتمر.. وغياب الأكراد بسبب «الأوضاع في عفرين»
مؤتمر الحوار الوطني السوري ينطلق اليوم الثلاثاء، في "سوتشي"، بمشاركة 1511 شخصًا، يمثلون المعارضة الداخلية والخارجية وفق المنظمين، غير أن فصائل المعارضة الرئيسية والأكراد غائبون عن المؤتمر.
حسب اللجنة المنظمة لمؤتمر الحوار السوري، فإن مؤتمر سوتشي الذي بدأ أشغاله اليوم الثلاثاء، يشهد حضور 1511 مشاركًا من جميع مكونات المجتمع السوري العرقية والطائفية والسياسية والاجتماعية، 107 منهم عن المعارضة الخارجية.
ويأتي ذلك بعد أن وجهت الدعوة رسميا إلى نحو 1600 شخص لحضور المؤتمر، وفق تصريحات رسمية روسية، وأشارت اللجنة المنظمة، وفقا لما نقله عنها موقع "روسيا اليوم"، إلى أن ممثلي المعارضة الخارجية قدموا من جنيف، والقاهرة، وموسكو، وأنقرة، وأن المشاركين لا يمثلون العرب فقط، بل مختلف عرقيات المجتمع السوري.
ويُعقد المؤتمر بموافقة إيران أبرز داعمي دمشق إلى جانب روسيا، وتركيا الداعم الأبرز للمعارضة.
وترعى الدول الثلاث منذ نحو سنة محادثات في آستانا بين ممثلين عن النظام السوري وآخرين عن الفصائل المعارضة أدت إلى إقامة خفض توتر في مناطق عدة في سوريا، وتطبيق اتفاقات هشة لوقف إطلاق النار.
ويعد هذا المؤتمر الأول الذي تقيمه روسيا على أراضيها بعدما لعبت دورًا بارزًا خلال العامين الماضيين في تغيير المعادلة العسكرية على الأرض في البلاد لصالح قوات النظام، وترافق ذلك مع تراجع دور الولايات المتحدة والدول الأوروبية السياسي في ما يتعلق بالنزاع.
غياب المعارضة
في المقابل، أعلنت عشرات الفصائل المقاتلة المعارضة رفضها المشاركة في هذا المؤتمر، لكن العديد منها، وكذلك هيئة التفاوض لقوة الثورة والمعارضة السورية، تعرضت لضغوط مكثفة تركية وروسية للمشاركة في المؤتمر، وفق ما قال معارضون.
ولم تذعن هيئة التفاوض للضغوط، إلا أن ممثلين عن بعض الفصائل في شمال سوريا وصلوا منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء قادمين من تركيا للمشاركة.
وفور وصولهم إلى المطار، اعترض ممثلو الفصائل على شعار المؤتمر المنتشر على لافتات في المطار والذي يتضمن العلم السوري الرسمي، وفق ما قال معارضون في سوتشي، مع العلم أنه ومنذ اندلاع النزاع، اختارت المعارضة السورية علمًا مختلفا.
ويقاطع المسلحون الأكراد بدورهم المؤتمر "بسبب الوضع في عفرين".
وأوضحت مسئولة كردية بأن "الضامنين في سوتشي هما روسيا وتركيا، والاثنتان اتفقتا على عفرين، وهذا يتناقض مع مبدأ الحوار السياسي حين تنحاز الدول الضامنة إلى الخيار العسكري".
في المقابل، استبعد دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن تؤدي المقاطعات إلى فشل المؤتمر، مؤكدًا أنه سيصبح خطوة مهمة نحو التسوية في الملف السوري.
حزب البعث
ولن تشارك الحكومة السورية في الحوار من خلال وفد رسمي بل عبر أحزاب ممثلة فيها وأبرزها حزب البعث الحاكم، كما يشارك ممثلون عن المجتمع المدني في الداخل السوري التابع للنظام.
ووفقًا لوسائل الإعلام السورية الرسمية فإن "التمثيل الرسمي للدولة السورية يغيب عن المؤتمر، لكون فلسفته أن يكون حوارًا بين مختلف فئات الشعب السوري، ومن بينهم بطبيعة الحال، من ينتمي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، وكل الأحزاب السورية ممن يمثلون الدولة بشكل أو بآخر".
من جهته، أعرب نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض يوم السبت الماضي من فيينا أن "النظام يراهن على حل عسكري، ولا يبدي رغبة في خوض مفاوضات سياسية جدية".
واصطدمت جولات التفاوض خصوصًا بالخلاف بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي تتمسك المعارضة برحيله، بينما يعتبر النظام أن الموضوع غير مطروح للبحث، ولا تتطرق مسودة البيان الختامي التي تم إعدادها إلى الأسد، مشيرة إلى أن الشعب السوري وحده هو الذي يقرر مستقبله من خلال الانتخابات، وهو ما يعكس موقف دمشق.
و.ب/ح.ز (د ب أ، أ ف ب)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل