رئيس التحرير
عصام كامل

«الستر من عندك».. دعاء مسنة في ملوي بعد 90 عاما من المعاناة (فيديو)

فيتو

حينما يبلغ الإنسان من الكبر عتيا.. يعيش كما لو كان ضيفا في هذه الدنيا ينتظر رحيله عنها إلى عالم لا ظلم فيه ولا هوان.. عالم تصبح فيه كرامة الجسد قدرا حتميا تحت الثرى.


ويبدو أن الموت ربما يتحول إلى حلم لدى من فقد في الحياة من يحنو عليه أو يربت على كتفه بعبارة طمأنة أو مواساة، كأقل ما يجب تقديمه لإنسان تلخص عبارة "الستر" كل مطالبه في الحياة..

لكن "عنايات عبد الحكيم".. تلك السيدة الصعيدية التي تجاوزت التسعين من عمرها.. تأبي كرامتها إلا ترديد عبارة: الحمد لله" شكرا لربها على حياتها تحت أي ظرف.. وفي مركز ملوي بالمنيا تجلس راضية بقضاء الله.. بينما تسطر تجاعيد وجهها عقودا طواها الزمن من عمرها.. فيما لم يتدخل مسئول لمجرد حتى سؤالها عن حالها الذي لا تخطئه عين.

ربما مر عليها وهي في الشارع تفترش الأرض مسئولو الوحدات المحلية والتضامن الاجتماعي مرور الكرام، دون أن يقدموا لها أبسط أنواع الحياة الكريم.. فهذه المسنة لا تمتلك من حطام الدنيا سوي "زجاجة بلاستيكية.. وغطاء خفيف عساه يحميها من صقيع الشتاء القارس... كانت ترتعد بردا حين التقتها «فيتو»، وسط أقمشة ممزقة في نهاية حارة صغيرة.. والأشد ألما أنها تعاني أمراضا عديدة في هذه السن.

«الحمد لله.. ربنا كبير.. ربنا موجود.. الستر من عندك.. أنا نفسي آكل وأعيش مكرمة لحد ما أموت.. العمر مش فاضل فيه حاجة تانى» تلك الكلمات التي خرجت مصحوبة بالدموع.. كانت واقعا قاسيا، تعيشه سيدة ربما تسوق الأقدار إليها مسئولا ينظر إليها بعين الرحمة قبل أن تفارق الحياة.
الجريدة الرسمية