رئيس التحرير
عصام كامل

من يتحمل خطايا أحداث 25 يناير؟! (2)


هل كانت 25 يناير ثورة أم انتفاضة.. أم مؤامرة.. ومن يتحمل أوزارها وخطاياها وقد دفعنا ومازلنا ندفع ثمنًا غاليًا أمنيًا واقتصاديًا وثقافيًا وأخلاقيًا وأيًا ما كان توصيف ما جرى.. فإننا يجب أن نترك للتاريخ أن يقول كلمته.. كانت الأيام الثلاثة الأولى من عمر أحداث 25 يناير مثالية، وكانت ميادين مصر بانوراما رائعة.. ولكن توقيت اندلاع الغضب كان سياسيًا بامتياز؛ فالخامس والعشرون من يناير هو يوم الاحتفال السنوي بعيد الشرطة التي ضاق المتظاهرون بممارسات بعض أفرادها المتورطين في قضايا تعذيب، ناهيك عن تورط بعض رموز نظام ما قبل يناير في تزوير انتخابات البرلمان، والصراع السياسي المكتوم بين أجنحة السلطة فيما عرف بالحرس القديم والحرس الجديد الذي كان يخطط لتوريث السلطة.


وكان هناك من نزل للتخريب وإحداث الفوضى وتنفيذ أجندات خارجية وضحت معالمها بدقة بعد صعود جماعة الإخوان للحكم عقب صفقات عقدوها وترتيبات وضعوها لإنجاح المشروع الصهيوأمريكي الذي بشرت به كونداليزا رايس، وسهر أوباما لتنفيذه على أنقاض دول عربية عديدة وقعت في الفخ نفسه.

وجاءت ثورة 30 يونيو التي حماها الجيش لتنقذ مصر وما حولها من مخطط أثيم، وتزيح الإخوان عن حكم مصر، ولولا انحياز السيسي وزير الدفاع آنذاك للشعب وجماهيره الهادرة في الشوارع، وتدخله في الوقت المناسب لنشبت حرب أهلية مدمرة، ثم استجاب لمطالب كثير من المصريين بالترشح للرئاسة، وسرعان ما أعاد للدولة المصرية التاريخية هيبتها ومصداقيتها وأمنها وقرارها الوطني المستقل، وتصدى للتنظيم الإخواني وأشياعه، وردَّ الاعتبار للمؤسسة العسكرية التي أُريد هدمها وتشويه دورها الوطني.
الجريدة الرسمية