رئيس التحرير
عصام كامل

متى يكتب تاريخ 25 يناير و30 يونيو؟! (2)


والسؤال المهم: متى يكتب تاريخ 25 يناير وما بعده بأقلام محايدة وبأيدي مؤرخين منصفين يروون ما جرى بالوثائق والأدلة الكاملة وبحس وطني صادق.. ومتى يكتب ما جرى في 30 يونيو وما بعدها.. كيف كانت مصر.. وكيف أصبحت.. وماذا لو وقف جيشها على الحياد ولم يتدخل لحماية الدولة والإرادة الشعبية؟!


من يتحمل أوزار الانقسامات والاحتقانات التي عانى منها المصريون ولا يزالون يتجرعون مرارتها وآثامها.. ممن هوَّل من وزن الإخوان السياسي في الشارع.. ممن روج لهذا الوهم وممن استسلم له حتى هيمنت الجماعة على مقاليد البلاد وقامت بـ"أخونة" المناصب والوظائف.. لماذا تخلت النخبة عن دورها الوطني في توعية الجماهير بخطورة ما يجري في مصر والمنطقة..

ولماذا تورطت بعض الأحزاب في التماهي والتعاون الانتخابي مع الإخوان.. لماذا اشتعلت حمى الاحتقانات الطائفية غداة تسلم القوات المسلحة مقاليد الأمور وإدارة شئون البلاد.. من دفع الأمور لحافة الاحتقان والغضب.. من سعى لتفريغ مؤسسات الدولة تمهيدًا لهدمها وإحلال ميليشياته وتنظيماته مكانها.. كيف جرى الصدام مع القضاء والتشكيك في نزاهة أحكامه وحصار المحاكم ومحاولة إخضاعه وتركيعه.. منْ سكَّ شعار "يسقط حكم العسكر".. ولماذا جىء بحكومات ضعيفة بلا رؤية ولا هدف ولا قدرة حتى إنها أسهمت في خلق الفوضى وشجعت عليها خصوصًا حكومة د. عصام شرف؟

الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها سوف تضعنا في مواجهة الحقائق التي لا يصح تجاهلها أو الالتفاف عليها إذا أردنا بناء وعي حقيقي في مواجهة سيل الدعاوى الزائفة.

وإحقاقًا للحق فإن الرئيس السيسي كاشف المواطنين بالواقع الأليم في كل أحاديثه؛ حتى إنه قال "إن للثورة مكاسب وتحديات" ولا بد أن نقبل الاثنتين معًا.. ويقصد الرئيس بالمكاسب هنا أنه لا يمكن لأي رئيس أن يبقى في الحكم يوما واحدًا بعد انتهاء مدته الدستورية.. وهو يقر مبدأً مهما؛ فقد مضى عصر الاستفتاء بلا رجعة..

أما التحديات فحدث ولا حرج، وقد تصدى لها الرئيس بشجاعة يحسد عليها، غير عابئ بشعبيته خصوصًا في ملف الإصلاح الاقتصادي وتثبيت أركان الدولة واستعادة هيبتها وأمنها.. وقد أنجز بالفعل ما وعد به ونجح في خوض معركة البقاء والبناء.. ورغم ذلك كله فلا ينسى أن ينسب الفضل للشعب الذي وصفه بـ"البطل" في مؤتمر "حكاية وطن"، فقد تحمل بصبر ودأب تبعات القرارات الاقتصادية الإصلاحية الصعبة.

وإذا كنا نعتبر "السيسي" مرشح الضرورة في انتخابات 2014 فإنه اليوم مرشح الشعب الذي تزكيه إنجازاته في كل ربوع مصر والتي سوف تغير وجه الحياة فيها في غضون سنوات قليلة.. نرجو أن نجني ثمار الإصلاح وأن يشعر بها الفقراء أولا فهم الذين يحرص عليهم الرئيس.. ويضعهم في صدارة أولوياته دائمًا.
الجريدة الرسمية