«بانش بول» مسجد لكل الأديان في أستراليا.. 99 قبة تزين واجهته.. 9 ملايين دولار تكاليف إنشائه.. أنجيلو كاندليباس صاحب الكلمة في تصميم التحفة المعمارية الجديدة.. والافتتاح مايو المقبل
لسنوات طويلة ظلت المساجد ودور العبادة الإسلامية في بلاد الغرب بعيدة عن اهتمام وأنظار الرأى العام في تلك البلاد، إلا أن ما يحدث في أستراليا يؤكد أن النظرة الغربية للمسجد بدأت تتغير، وهناك اهتمام بما يحدث من شعائر داخل دور العبادة الإسلامية، وذلك بفضل مهندس أسترالى مسيحى يتولى تصميم مسجد “بانش بول” ذى الشكل المعمارى المختلف والقباب العديدة، التي جذبت أنظار العالم له، فهو يتكون من 99 قبـة ومتاح لجميع الأديان ويعد الأضخم والأكبر في العالم، وسيتم افتتاحه في مايو المقبل بالتزامن مع شهر رمضان المعظم.
الترحيب للجميع
وتم تصميم المسجد للترحيب بجميع السكان أيا كان دينهم، ويعكس المسجد نقاء الفطرة وشفافية الرسائل السماوية، واختار مصمم المسجد واجهات زجاجية حتى يكون شفافًا للغاية، فمن يسير في الشوارع المحيطة له، يمكنه رؤية ما يحدث بالداخل.
كان هدف المصمم الأسترالي أنجيلو كاندليباس أن يساعد معماره المميز في تحسين العلاقة بين الأديان، وتعزيز الاندماج بين مسلمى أستراليا الذين يمثلون 3% من سكان البلاد وباقى السكان من مختلف الديانات.
ويتميز كاندليباس بتصاميمه المعمارية المميزة والمختلفة، التي عرفت على مستوى أستراليا والمعارض والصحف والكتب على مستوى العالم، وأبرز التصاميم التي شارك فيها منزل الجبال الزرقاء ويهدف هذا التصميم إلى إظهار العلاقة بين المعمار والطبيعة، حيث تم بناؤه على جبال أستراليا الزرقاء.
مصمم المسجد
وولد مصمم مسجد “بانش مول”، كاندليباس في سيدنى وتخرج في جامعة تكنولوجيا عام 1992، وتم تعيينه أستاذًا في العمارة عام 2003، وألقى محاضرات في جامعات كثيرة في كل أنحاء أستراليا ومنها جامعة “جنوب والاس”، وحصل على زمالة في المعهد الأسترالى للمعماريين عام 2012، ويملك المهندس المعمارى شركة كاندليباس، وأسسها عام 1999، وحصلت الشركة في عهده على العديد من الجوائز المهمة على مستوى العالم.
وتولى كاندليباس مناصب عديدة، وتم ترشيحه ليكون رئيسًا لجمعية العمارة الأسترالية عام 2010، وعين المدير الإبداعى لرئيس المؤتمر الوطنى للمعهد الأسترالى للمهندسين المعماريين، وعضو فريق التصميم بارانجارو 2011، والذي يعد أهم فريق لوضع التصاميم المعمارية لأهم المشاريع العالمية. وعينه رئيس حكومة ولاية “نيو ساوث” الأسترالية كخبير معماري.
وكاندليباس هو يونانى الأصل أورثوذكسى الديانة وكل عائلته تعمل بأنشطة تتعلق بالكنيسة، وجاءت فكرة المسجد المتعدد الديانات من رغبته في عمل بناء معمارى يجمع كل الأديان، عندما طلب منه وضع تصميم جديد لكنيسة أنطاكية وكنيسة بروتستانتية في سوثيرلاند ومركز للراحة في الكنيسة الأرثوسوكية اليونانية، ورأى أن كلا منها سيكون منعزلا وليس له تصميم مميز.
ورغم أن كاندليباس، تردد عندما عرضت عليه الفكرة في البداية، كونه لم تكن لديه الثقافة الكافية عن الدين الإسلامى لبناء مساحة مرتبطة به، فإنه وجد إلهامًا لبناء المسجد خلال رحلة قام بها إلى مدينتى أحمد آباد وآجرا في الهند.
احترام المقدسات
وذكر كاندليباس أنه رأى أن بناء شكل معمارى على شكل مسجد له مآذن عالية وقباء عديدة سيكون تحديا فريدًا، يحترم العادات المقدسة للمسلمين وستكون وجهة لهم، مشيرًا إلى أنه حاول ربط التصاميم المعمارية بالعبادات من خلاله.
ويعتبر مسجد “بانش بول”، أحد الرموز الجديدة في غرب سيدني، ويضم 99 “نصف قبة” متتالية من قبة كبيرة رئيسية واحدة، وقد قام فنانون خطاطون أتراك بالعمل لمدة شهر كامل في يناير من العام الماضي، لتخطيط كل واحدة من القبب بأسماء الله الحسنى الـ99، وكل قبة سيكون بها ثقب أعلاها على شكل اسم من أسماء الله وسيتخلل الضوء القبة من تلك الفتحة.
وأكد كاندليباس أن المسجد سيتم افتتاحه في مهرجان سيدنى في مايو المقبل، وساحة المسجد تُمكن جميع الناس من استخدام المبنى، حيث صممت الأبواب لتكون موجهة إلى جهة الشارع، ما يجعلها تبدو وكأنها دائمًا مفتوحة أمام عامة الناس. وتبلغ تكلفة المسجد 9 ملايين دولار، وجزء منها قائم على التبرعات.