رئيس التحرير
عصام كامل

من يتحمل خطايا أحداث 25 يناير؟! (1)


التاريخ هو علم المستقبل، فيه الدروس والعبر وخلاصة التجارب الإنسانية، به تتعلم الأمم الحية من أخطائها، وتعيد رسم مساراتها.. وليت في الإمكان تأريخ أحداث 25 يناير التي مر عليها 7 سنوات الآن لنَعلم على وجه اليقين حقيقة ما جرى.. وهل هي حقًا ثورة مكتملة الأركان أم هي كما يراها البعض انتفاضة قام بها مجموعة شباب غير منظمين، لا يجمعهم هدف إلا تفريغ شحنات الكبت والغضب وطلبًا لمستقبل أفضل وأكثر حرية؟!


أم إنها كما سمَّاها آخرون "عملية يناير" التي انقض عليها نهازو الفرص الذين ركبوا الموجة، واستولوا على السلطة بصور شتى، تاركين الميادين للشباب الذين كانوا وقودا احترق بنارها؛ الأمر الذي دفع البعض لوصف ما جرى أنه مؤامرة نسجت خيوطها منذ فترة طويلة باتفاق ومباركة أطراف عديدة للإيقاع بما عرف بدول "الربيع العربي" في شرك الفوضى والفتنة والتقسيم، وهي المخططات التي تم رسمها في عقول الغرب ومراكز أبحاثه واستخباراته منذ فترة طويلة.

وأيًا ما كان توصيف ما جرى؛ وهو ما سوف يقف أمامه التاريخ طويلًا بالفحص والدرس والمراجعة فإن مسارات أحداث يناير التي تشعبت ذات اليمين وذات اليسار لا يمكنها أن تنال من صدق وعفوية ونقاء شباب مخلص انخرط في احتجاجات وضرب أروع الأمثلة في التعبير السلمي عن غضبه ثم سرعان ما ترك الميادين لتَحتلها جماعة الإخوان الإرهابية وأصحاب الأجندات الخاصة..

حتى إن بعض رؤساء الدول الكبرى وبينهم الرئيس الأمريكي أوباما تمنوا أن يروا شباب بلادهم مثل شباب مصر؛ وعيًا وتحضرا.. وإن كنت أشك في صدقه فهو من كان يخطط لمؤامرة إسقاط مصر وتقسيم المنطقة واعتلاء جماعة الإخوان الإرهابية لحكم مصر!

ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية