رئيس التحرير
عصام كامل

سجون فرنسا.. بيوت الرعب المحاطة بالأسوار والأسرار

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"أرض الظلام" هكذا يمكن وصف الأوضاع داخل السجون الفرنسية التي لا تتوقف المعاناة فيها عند حد المحتجزين، ولكن حراس الزنازين ورجال الشرطة أيضا يعانون المناخ الدائم من العنف والخوف.


سلوك عدواني
جثث مشنوقة داخل الزنازين.. مصابون بالطعن.. رءوس مذبوحة، هي المصائر الأبدية التي يعانيها سجناء فرنسا من عناصر متطرفة محتجزة بصحبتهم خلف أسوار السجون تحت ستار تنظيم داعش الإرهابي يبثون الرعب بنفوس ضحاياهم وبنفوس حراسهم خوفا من أن تطولهم أيديهم فيصبحون ضمن الموتى.

يمثل السلوك العدواني سمة رئيسية للمتواجدين بالسجون الفرنسية الذين تنتشر بينهم صفات الكراهية والعنف حتى أن حراس السجون أنفسهم باتوا يتعرضون للاعتداء والإصابات بشكل مستمر على أيدي سجناء متطرفين ينفذون جرائم إرهابية ضدهم.

هجمات متطرفة
بدأت موجة التطرف في 11 يناير 2018 حيث أصيب ثلاثة من حراس سجن فندين لي فييل الواقع شمالي فرنسا، بجراح طفيفة في هجوم سكين قام به شخص يدعى غانتزارسكي، وهو ألماني انضم إلى تنظيم القاعدة ومتهم بتدبير تفجير كنيس يهودي في جربة بتونس عام 2002.

وفي 15 يناير 2018 تعرض سبعة من الحراس للهجوم والإصابة على يد نزيل "متطرف" في سجن مونت دو مارسان في جنوب فرنسا، كما قتل أحد الحراس بعدها في حادثة اغتيال وفقع السجناء عين حارس آخر حاول رؤية حالتهم داخل محبسهم من خلف الباب.

حوادث متتالية
في 19 يناير الجاري هاجم أربعة سجناء متطرفين اثنين من الحراس في سجن بورجو في كورسيكا، بجزيرة فرنسية في البحر المتوسط، وتم نقل الحراس إلى المستشفى في حالة خطيرة، وفي 21 يناير تعرض أحد الحراس في سجن لونجوينيس في شمال فرنسا للضرب على يد أحد السجناء المسلحين مستخدما قضبان حديدية، وتم نقلهم بعد ذلك إلى المستشفى.

بعد يومين وقعت حادثة جديد تضمنت رفض 123 سجينا من سجن فلوري ميروجيس، الواقع في ضاحية باريس، العودة إلى زنزاناتهم بعد نهاية فترة التمرين، وتم استدعاء فرق التدخل لمنع حدوث أعمال شغب وعلى الرغم من ذلك تطورت الأوضاع إلى اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن إصابات.

وفي 22 يناير قام حراس كراكلين بينيتنتياري في شاتورو، وسط فرنسا، بالعثور على أسلحة بيضاء لدى سجناء الذين قاموا بدورهم بإلقاء الكراسي على حراس الأمن فأصابوهم بجراح طفيفة.

إضراب أمني
ونتيجة للتعديات المتكررة بدأ حراس الأمن في السجون في اتخاذ خطوات لإعلان رفضهم لما يتعرضون له ما أسفر عن حجب وزارة العدل لـ 27 سجنا تماما بسبب إضراب الحراس واصبح ما بين 120 و130 سجنا، من أصل 188 سجينا، يعانون من شلل جزئي أو كلي، وأصر الحراس على مواقفهم الرافضة لما يتعرضون له من تعديات مؤكدين أنهم لن ينهوا الإضراب حتى توفر الحكومة موارد كافية لضمان أمنهم.
الجريدة الرسمية