رئيس التحرير
عصام كامل

«السجون الأوربية» بؤرة التطرف..«كريشنك» الداعشي قضى 4 سنوات في سجون ألمانيا.. منفذ الهجوم على المتحف اليهودي مكث في سجون فرنسا.. الأخوان كواشي أشهر السجناء.. وإجراءات وقائية للحد م


أثبت التحقيقات الأمنية الفرنسية، أن اثنين من مجموع الإرهابيين الذين نفذوا اعتداءات باريس، تم التأثير عليهما، وأصبحا أكثر تطرفا خلال فترة وجودهما في السجن، وهم الأخوان كواشي، اللذين قاما بالهجوم المسلح على الصحيفة الفرنسية شارلي إيبدو.


تجنيد الجهاديين
وكان أحدهما ناشطا في تجنيد الجهاديين المتوجهين إلى العراق، وتم الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، مكث منها 18 شهرا، إلا أنه ظل متشبثا بأفكاره المتطرفة.

ومهدي نموشي، منفذ الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل، الذي قتل أربعة أشخاص، قضى أيضا مدة في السجن، كما أن محمد مراح الذي قتل في ربيع 2012، في مواجهة مع الشرطة الفرنسية بعد اغتياله لسبعة أشخاص، منهم ثلاثة عسكريين في مدينة تولوز، كان أيضا في السجن.

وحكمت محكمة فرانكفورت بألمانيا، في ديسمبر الماضي، على "كريشنك" بالحبس لمدة 4 سنوات؛ لانضمامه إلى منظمة إرهابية وهي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وذلك في أول محاكمة من نوعها في ألمانيا، ويتوقع أن تكون هنالك محاكمات لآخرين بسبب انضمامهم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف، خاصة على خلفية تقارير تؤكد وجود ما لا يقل عن 600 ألماني جهادي في سوريا.

ولا شك أنه سيلقى بهؤلاء في السجن مع متطرفين آخرين من تنظيم القاعدة، مثل جماعة زاور لاند الإرهابية وغيرها، الذين حاولوا تنفيذ اعتداءات على الأراضي الألمانية.

شبكات إجرامية داخل السجون
هذا كله يطرح التساؤل عن كيفية منع السجناء من التطرف، وأهمية الإجراءات الواجب اتخاذها للوقاية، وهو ما يؤكده مدير دراسات الأمن الدولية للخدمات المتحدة في لندن "رافايلو بانتوتشي"، الذي يرى أن السقوط في فخ التطرف في السجن هو أمر خطير ووارد، حيث يحدث أن يسجن أناس بشكل فردي ويلتقون في السجن مع متطرفين ينقلون إليهم أفكارهم ومعتقداتهم المتطرفة، وهو أمر شاهدناه أكثر من مرة.

الآلية المتبعة
الآلية المتبعة ليست جديدة، كما يؤكد يواخيم كيرستين - الباحث في كلية الشرطة - في حديث مع DW، إذ أن العديد من المجرمين يُنشئون شبكات خاصة بهم في السجون، وهو يشير إلى الحركات اليمينية المتطرفة، ويقول: "خاصة في الولايات الجديدة (ألمانيا الشرقية) نكتشف بعد المراقبة الأمنية كيف تم إنشاء العديد من الشبكات الإجرامية، وكيف تم تعميق روابطها بالسجن".

"أنصار العصر"
وما تقوم به السلفية في السجون الآن، هو امتداد لما سبق، فعلى سبيل المثال أنشأ متطرفون صفحة إلكترونية باسم "أنصار العصر"؛ وذلك لإمداد السجناء بمعلومات عن الجهاد، ولجمع التبرعات، ونشر الأفكار المتطرفة.

وأبدى نحو 3500 شخص إعجابهم بصفحة "فيس بوك"، وهي تتضمن عادة اتهامات للسلطات الألمانية بالتعسف، وإساءة التعامل مع السجناء، كما تقوم هذه الجماعات بانتقاء معتنقي الإسلام الجدد كما حصل مع الإرهابي اليساري "بيرنهارد فالك"؛ لضمان ولائه وعدم عزوفه عن الإسلام، وتتبادل الجماعات الأفكار المتطرفة، وقد ظهر فالك في عدة محاكمات ضد إسلاميين، حيث يزور السجناء بانتظام ويجمع تبرعات مالية. 

سجناء رفضهم المجتمع
وطبقا لتوماس موكة - رئيس وعضو مؤسس لجمعية شبكة الوقاية من العنف - التي تعنى بالسجناء وكيفية إبعادهم عن التطرف والإرهاب، فإن المشكلة تحدث عندما يلتقي متطرفون ذو خبرة مع سجناء صغار السن، وذكر: "فهؤلاء الأحداث تم سجنهم لأنهم سلكوا مسلكيات خاطئة في الحياة، غير أن هؤلاء المتطرفين يشرحون لهم أن وجودهم في السجن يعود إلى رفض المجتمع لهم، وأن المسلمين ملاحقون ومضطهدون، وهو ما يقودهم لاحقا إلى التطرف".

لقاء السجناء
ولمنع تسريب مثل تلك الأفكار، يقوم موكة بلقاءات دورية مع السجناء، وخاصة مع الأحداث منهم، كما يستعين بجمعيات إسلامية، من أجل عقد لقاءات دورية مع السجناء، ومن أجل تقديم شرح أفضل لمفاهيم الإسلام وقيمه، حتى لا يبقى هؤلاء الأحداث عرضة لمغريات المتطرفين.

أهمية الوقاية
عدم الانجراف لمسار التطرف، هو ما يشغل أيضا حسام الدين ماير، الذي يعمل منذ ستة أعوام مع سجناء مسلمين، ويقول: "عندما يدخل السجن أحد الأشخاص العدائيين المتطرفين الذي يغمره الحقد على المجتمع، ينشأ نوع من التواصل بينه وبين السجناء الآخرين، فيغذيهم بأفكاره المتطرفة، وبدلا من أن نحمي المجتمع من شخص ما من خلال سجنه، فسيظهر ستة أو سبعة أشخاص جدد متأثرين بتلك الأفكار المتطرفة".

إجراءات وقائية
لذلك يرى حسام الدين ماير، أنه من المهم اتخاذ إجراءات وقائية تحد من التطرف، وسرد ماير تفاصيل أكثر عن طريقة تفكير الجهاديين الذين يودون إثارة إعجاب المجتمع بهم، من خلال متابعة آلاف عناصر الشرطة لهم وتسليط أضواء الكاميرات عليهم.

ويضيف المتحدث، أنه خاض نقاشات عديدة مع السجناء بهذا الصدد، وأن بعضهم يرى في أفعال أشخاص مثل مراح ونموشي أعمالا بطولية.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل
الجريدة الرسمية