يا ترى دفع ولا.. لأ؟!
الطريف أن نظرة دكتور هشام عرفات، وزير النقل للسكة الحديد، يلخصها تعليقه الساخر على صورة لحمار داخل قطار منوف-بنها، جعلته يتساءل: يا ترى دفع ولا لا؟!".
ولا أدري إن كان عرفات قد نسي وعوده السابقة بأن تحسين الخدمة في قطارات السكة الحديد والمترو مقدم على رفع سعر التذاكر.. وهل يعي أن الناس لا يمكنهم أن يتقبلوا أي زيادة في تعريفة الركوب إلا إذا ما لمسوا تحسنًا ملحوظًا وحقيقيًا في خدمات القطارات والمترو!
ولست في حاجة لتذكير الوزير عرفات بأن السكة الحديد قد أنفق عليها المليارات والمليارات خلافًا لما يقول، وليته يطلب من مرءوسيه في الهيئة أن يقدموا كشف حساب لما أنفق عليها طيلة السنوات الماضية.. وأين أنفقت تلك المبالغ.. وما جدوى هذه النفقات ولماذا تدنت الخدمة في ظل هذا الإنفاق الكبير.. وهل يعقل أن يجني قطاع نقل البضائع بالسكة الحديد نحو 350 مليون جنيه فقط بما نسبته 12% من حركة نقل البضائع في مصر كلها.. ولماذا لا يتم استغلال محطات السكة الحديد إعلانيًا وتجاريًا مثلما يحدث في العالم كله؟!
وماذا فعل الوزير عرفات لخفض أرقام حوادث الطرق في مصر، وهي من المعدلات الأعلى عالميًا حتى أن ضحاياها وهم بالآلاف سنويًا يفوقون ضحايا الحروب، ناهيك عن الخسائر المالية الهائلة وهي كوارث يتوجع لها ضمير مصر منذ عقود.. وتزداد المأساة في السكة الحديد بفضل الشيخوخة التي داهمتها والترهل الذي تسرب إلى أوصالها والديون التي تراكمت عليها بالمليارات.. أما آن الأوان أن يتغير الوضع المؤسف في ظل ما ننعم به من إرادة سياسية حقيقية تبغي الإصلاح وتبغض الفساد والإهمال بشتى صورهما.