رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق الحكيم: مسارح الترفيه تبتلع الجماهير

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

في حوار أجراه الصحفى سعد عبد العزيز في مجلة الجديد عام 1972 مع الكاتب الروائى والمسرحى توفيق الحكيم حول المسرح المصرى في فترة السبعينيات قال فيه:


"لا نبالغ إذا قلنا إن المسرح المصرى سار خطوات واسعة لكى يلاحق ـــ على قدر إمكانه ـــ تطورات المسرح العالمى بمدارسه المختلفة التي تكونت في حقبة طويلة امتدت مئات السنين".

وتابع: "كل هذا على الرغم من الإمكانيات المادية سواء بالنسبة للتأليف أو التنفيذ كانت دائما إمكانيات ضعيفة بالقياس إلى المهمة الكبيرة الملقاة على عاتق هذا اللون من الفن".

وأوضح "الحكيم"، أنه في أكثر الأحيان كان الاعتماد على النشاط الشخصى والموهبة الفردية تأليفا وتمثيلا وإخراجا، مشيرا إلى أن هناك أنواعا من المسرح لا يكفي فيها الجهد الفردى فهى تحتاج إلى معونة الدولة مثل المسرح الغنائى وهذا ما جعله في حالة إحباط دائم.

واستطرد في حواره: "لكن الحقيقة أنه قد تحددت بالفعل اليوم معالم مسرحنا المصرى في إطار نخبة صالحة من المؤلفين والممثلين والمخرجين، ولكن الذي لم يتحدد تماما هو ما نطلبه من هذه النخبة.. لدينا المصنع ولكن ليس لدينا برامج الصناعة وإذا حددنا البرامج لم نحدد ما هى البضاعة، إن دراسة حاجات الجماهير ومطالبها وما ينبغى أن يقدم إليها من أهم الدراسات الأولية في كل صناعة وتجارة وفن".

وأضاف: "يجب في كل ما يعرض على الناس أن نسأل أنفسنا دائما ماذا يريد الناس؟.. والجواب بلا شك هو أن الناس تريد من المسارح الترفيه والمتعة ثم المنفعة أحيانا، ونحن نريد أن نصنع من الناس شعبا راقيا واعيا مدركا فهل من سبيل في الجمع بين الهدفين".

وتابع "الحكيم" في حواره: "قد يكون هذا ممكنا لكن المشكلة هي أن مسارح الترفيه تبتلع معظم الجماهير ولا يبقى للمسارح الجادة غير جمهور ضئيل، إلا أن هذه ليست مشكلتنا وحدنا بل هي في معظم بلاد العالم.. هي بذلك لا تستطيع أن تغطى نفقاتها لذلك هي في حاجة إلى معونة الدولة ويجب أن تخصص لها الدولة من ميزانيتها".

وقال: "الفن العالى والثقافة العليا وكل مظاهر الفكر والحضارة المتألقة لايمكن أن تنهض بغير عون الدولة فالمتاحف ودور الأوبرا والمسارح القومية وبعض دور النشر.. وكل هذه المنابع المختلفة لنتاج الفكر الإنساني تحتاج لاستمرار حياتها إلى تضافر الجهود والمعونات".

وللإجابة على سؤال حول المسرح العالمى قال الحكيم: "المسرح العالمى يضحك ويرقص ويفكر ويكتشف الجديد.. كل ذلك في تناسق وتكامل وتوزيع في الاختصاص وهو بذلك يعبر عن الإنسان في كل جوانب إنسانيته، كما أنه يعتبر الصورة الحية للشعب الحى الناهض النابض بكل شرايين حيويته الدافقة".
الجريدة الرسمية