لكل داء دواء
من المعروف أن تجارة الأدوية من أكبر أنشطة التجارة العالمية بجانب تجارة النفط والأسلحة والمخدرات، وتلفت النظر منظمة الصحة العالمية إلى تعاظم تجارة الأدوية المغشوشة، كذلك دراسة المنتدى الاقتصادي العالمي تبين أن حجم تجارة الأدوية المغشوشة زادت في السنوات الأخيرة ثلاثة أضعاف أي إلى نحو عشرة في المائة من السوق العالمية للدواء أي نحو مائة مليار دولار.
ويقول الخبراء إنه يوجد زبائن لهذا الدواء المغشوش من المرضي الفقراء أغلبهم في القارة الأفريقية قياسًا مع باقي مناطق المعمورة، ويشيرون أيضًا إلى أن اللقاحات المقدمة لمكافحة وباء الالتهاب السحائي كانت مغشوشة، فيما لا يزال هذا المرض يحصد آلاف المرضى في القارة السوداء.
وتحذر منظمة الصحة العالمية من أنه بين كل عشرة أدوية يوجد دواء واحد مغشوش، وترتفع النسبة إلى سبعة أدوية مغشوشة في بعض البلدان خصوصًا في أفريقيا.
وتقرر المنظمة أنه في أفريقيا تسببت هذه الأودية المغشوشة في وفاة مائة ألف من البشر سنويًا، وفي سنة ٢٠١٣ توفي نحو ١٢٢ ألف طفل دون الخامسة في بلدان جنوب الصحراء بعد تناولهم أدوية مغشوشة مضادة لمرض الملاريا، وهذه جريمة مزدوجة في إزهاق أرواح مرضى فقراء نتيجة لتجارة غير قانونية ومحرمة دوليا.
ونقول هل لدينا في المحروسة علم بهذه الجريمة الكبرى، وهل لدى وزارة الصحة معرفة بهذا الأمر لأنه يطال صحة مواطنين فقراء لا علم لهم بهذا الشر المبين؟
إن هذه الظاهرة آخذة في الاتساع لأن حجم الأموال في هذه التجارة كبير جدًا ومُغرٍ، وثمة منظمات إجرامية ضالعة في هذه التجارة التي تدر أرباحًا خيالية تضاهي تجارة المخدرات المحرمة.
ونحذر أيضًا أن إجراءات الصحة والسلامة في مصر من أنها لا تفعل، هذا إن كانت موجودة أصلا، لذلك نشدد على تطبيق إجراءات الصحة والسلامة، وإن لم يكن عندنا فلنا أن تستعير إجراءات الصحة والسلامة الأوروبية لأنها الأمثل وتطبق بكفاءة في أنحاء الدول الأوروبية، وهذا أمر من أمور الأمن الوطني لصحة وسلامة أهل خير أجناد الأرض، وصلى الله وسلم على من وصفنا بهذا نبينا الرءوف الرحيم.