رئيس التحرير
عصام كامل

هكذا يشعر الرئيس بمشكلات ومتاعب الناس!


وضع الرئيس السيسي يده على عيب خطير –وهو يفتتح عددًا من المشروعات التنموية الجديدة قبل أيام- يشوب البيروقراطية المصرية، التي تعودنا منها طيلة عقود أن تهدر المال العام في مشروعات رصف يجرى تسليمها ثم سرعان ما يجري نبشها وهدمها، استكمالًا لمرافق أغفل التوسع فيها ولم يعمل حسابها من البداية..


هكذا يشعر الرئيس بمشكلات الناس واحتياجاتهم المستقبلية ومعاناتهم المتكررة نتيجة غياب التنسيق بين الأجهزة المختلفة، فتنكشف سوءاتها بعد تسليم أي مشروع سكني، فنجد حفرًا في الشوارع؛ مرة لإدخال الغاز، وثانية للتليفونات، وثالثة للصرف الصحي، الأمر الذي يشكل ضغطًا كبيرًا على ميزانية الدولة، ويهدر مقدراتها، ويمثل عبئًا على المواطن الذي يعاني الأمرين جراء هدم ما تم بناؤه، وإعاقة سيره في الشوارع والطرقات، ناهيك عما يتحمله من تكاليف يدفعها مرغمًا.

ورغم حداثة طريق "القاهرة– السويس" الذي تحدث عنه الرئيس، فقد داهمته شروخ ومنحنيات ينبغي مساءلة من تسبب فيها، ومن أشرف عليها؛ ذلك أنه طريق جد مهم ومحوري لسكان التجمع الخامس والشروق ومدينتي وبدر والرحاب والعاصمة الجديدة.. فهذا العوار فساد ينبغي ألا يمر دون حساب، كما ينبغي ألا يفلت من المساءلة أولئك الوزراء الذين جرى إعفاؤهم من مناصبهم في التغيير الوزاري الأخير الذي جاء موفقا في توقيته وشخوصه..

فوزير التنمية المحلية السابق مثلا أسرف في الوعود والتصريحات حتى تصورنا أنه المنقذ الذي جاء ليخلصنا من تلال القمامة والحفر والمطبات في الشوارع ومخالفات البناء وهي بالآلاف وفساد المحليات الذي يزكم الأنوف، فإذا به يخرج من منصبه خالي الوفاض من أي إنجاز حقيقي يذكر، ولو أنه نجح في ملف واحد من عشرات الملفات المعطلة والمزمنة في المحليات لقلنا إنه وزير ناجح.. لكنه غرق كغيره في كثرة الوعود وانعدام الإنجازات.

الشيء نفسه فقد أخفق وزير الثقافة السابق حلمي النمنم في تحقيق أي نجاح أو إنجاز في ملف الثقافة بمفهومه الواسع.. لذا كان تغييره أيضًا مهمًا وإن تأخر كثيرًا.
الجريدة الرسمية