رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب محفوظ يكتب: بدأت التأليف في المرحلة الابتدائية

فيتو

في كتاب السيرة الذاتية جمع الكاتب رجاء النقاش ذكريات واعترافات الأديب نجيب محفوظ قال فيها:


كنت أقرأ الرواية وأعيد كتابتها مرة أخرى، بنفس الشخصيات مع تعديلات بسيطة، ثم أكتب على غلاف الكشكول تأليف نجيب محفوظ، وأختار اسمًا لناشر وهمى.

عشت أقرأ للعقاد ولم أره، طه حسين لم ألتق به أبدًا إلا عندما دعانا يوسف السباعي لمقابلته في نادي القصة.

من روافد قراءتى المهمة التراث العربي، عرفته في سن مبكرة، وذلك عندما كنت في المرحلة الثانوية حيث قرأت الكامل للمبرد، والأمالى لأبو على على القالى.

لم يكن نهمي للقراءة فقط، ولكنى كنت أحب اقتناء الكتب أيضًا فيما عدا كتب التاريخ النادرة التي كانت في دار الكتب، أو مكتبة الجامعة التي كانت أغنى من دار الكتب، كنت في حالة قراءة مستمرة.. ثلاث ساعات يوميًا على الأقل، أقرأ بعد أن أكتب لأننى لو فعلت العكس لما استطعت النوم.

قرأت معظم الأعمال العالمية في اللغة الإنجليزية وقرأت بالفرنسية أيضًا، وأصعب شيء قراءة عمل أدبي بلغته الأصلية، لكن قراءة كتاب علمى أسهل لأن الأسلوب واضح.

ومكتبتي الآن موزعة إلى قسمين.. البيت القديم في العباسية وبيتي في شارع النيل، والسبب ضيق المكان، فبعد زواجي نقلت إلى البيت الكتب الأساسية لأن المكان ضيق والشراء مستمر فأصبحت أملك خزانة كتب لا مكتبة حتى أنني من الأسهـل شـراء كتاب جديـد بـدلا من البحث عنه في المكتبة لتكـدس الكتب من روايات وكتب علمية وفن.

وكنت من الذين اشتروا نسخة من دائرة المعارف البريطانية، عندما استوردتها دار المعارف لأول مرة، اقتنيتها لأنها مرجع في أي مجال أحتاج إليه.

وأنا أقرأ كثيرًا وفجأة تخطر في بالى فكرة ما، لا أدرى كيف تشكلت هل كانت مخزونة في اللاوعي.. أم أنها نمت من خلال القراءة ؟ لا أدري أمسك بهذه الفكـرة وأبدأ في تطويرها ثم أضعها على الورق.

أعمل صباحًا، اقرأ وأكتب لاسيما وأنا محال إلى المعاش، لا آتى للأهرام إلا يوم الخميس.. أستيقظ في الخامسة صباحا ثم أرتدى ثيابى وأخرج لأتمشى على النيل حتى السادسة والنصف، أعود إلى البيت فأتصفح الصحف أول شيء ثم أبدأ عملى بالقراءة ثم الكتابة.

كان نهمى للقراءة كبيرا.. لكن جاء الحد من ساعات القراءة.. مع تقدم العمر فمازلت أقرأ لكن لوقت أقل.
الجريدة الرسمية