رئيس التحرير
عصام كامل

ألف مبروووك.. أخيرًا فندق بدون خمور


الحقيقة أنه ليس أول فندق لا يقدم الخمور، فعلى ما أذكر مُلاك فندق جراند حياة بوسط القاهرة فعلوها قبل الثورة، وحسبما أعرف فهناك العديد من الفنادق ( بعدد نجوم أقل) لا تقدم الخمور، ومع ذلك فهذا ليس الأهم، فالأهم هو أنه أمر جيد أن تكون هناك فنادق تتوافق مع رغبات بعض المصريين، بالضبط مثلما شاهدت مطاعم في زيارة لي لمحافظة المنيا تقدم وجبات للصائمين من المسيحيين، ومثلما تقدم مطاعم أخرى وجبات سحور وإفطار في شهر رمضان.


فالأصل هو حق كل فئة في المجتمع أن يكون لها مطاعمها وفنادقها وما تشاء بما يتوافق مع عقائدها وأفكارها، لكن للأسف لم يتم الترويج لهذا الفندق على هذه الأرضية، ولكن القائمين عليه وكثيرا من الإخوان والسلفيين روجوه باعتباره ما ينبغي أن يكون، أي أن هذا ما يجب أن تكون عليه كل الفنادق في مصر المحروسة.

هذا يذكرني بالمشهد الذي كنت أعتبره أيقونة الثورة، ولكنه أصبح مصيبتها، كان لشاب ملتحٍ، كان يصرخ فرحاً وغير مصدق أنه يسير في شارع كورنيش النيل أمام ماسبيرو "عادي"، غير خائف من أمن الدولة تحاسبه على تدينه أو إطلاق لحيته.. لكن هذا الشاب والذين معه من عموم الإسلاميين لم ينشغلوا بعد الثورة بحصولهم على حريتهم، ولكن يقاتلون لتقييد حرية غيرهم، أي حرية شركائهم في الثورة وفي الوطن، فليس هدفُهم وطنٌ يسعنا جميعاً ولكن وطن على مقاسهم هم وحدهم، ومن يرفض مشروعهم، ليست هناك مشكلة في سحله وسجنه وقتله.

دعك مما قاله كثيرون على المجموعات الاجتماعية، من أن هذا الفندق يمكن أن يجتمع فيه رجل أجنبي مع امرأة في غرفة، طالما أن كان الحجز كذلك من بلدهم، ودعك من السخرية والهزار حول هذا الفندق، ففي النهاية هذا حق بعض المصريين في أن يؤسسوا فنادق ومنتزهات تمتعهم، ومن حق غيرهم أن يؤسسوا فنادق ومطاعم وما يشاؤون لكي يستمتع فيها مصريون آخرون.

الفكرة الأساسية هي حقنا جميعاً في الوطن، الذين يكرهون الخمور والذين يحبونها، الذين يطلقون لحيتهم والذين لا يحبونها، المحجبات وغير المحجبات.. إلخ.

فمصر ليست وطناً، ولن تكون وطناً للإخوان والسلفيين.

الجريدة الرسمية