رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب يطعن أردوغان.. أمريكا تعلن رسميا ميلاد دولة الأكراد

ترامب وأردوغان
ترامب وأردوغان

جاء إعلان الولايات المتحدة أنها تعمل مع فصائل «حليفة» لها لتشكيل «قوة حدودية» جديدة قوامها 30 ألف جندي ستكون مهمتها الانتشار على الحدود السورية مع تركيا شمالا والعراق باتجاه الجنوب الشرقي وعلى طول وادي نهر الفرات، كالصاعقة على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي اعتبرها بمثابة طعنه من الخلف.


الفصائل الحليفة المقصودة طبعا هي «قوات سوريا الديمقراطية» أو «وحدات الحماية الكردية» وكلاهما من الواجهات ذات الأسماء المتعددة لحزب العمال الكردستاني في تركيا، (وهو ما يعني أنه حزب يعبّر عن سياق سياسي لأكراد تركيا وليس أكراد سوريا) وهذا ما يفسر الغضب التركي السريع من الإعلان واستدعاء أنقرة للسفير الأمريكي لديها.

تسليح البشمركة
طالما اعتبرت الولايات المتحدة الأكراد حليفًا قويًا حيث عملت واشنطن – طيلة سنين – على تدريب وتسليح قوات البشمركة التي رأتها جزءًا من تحالفها لهزيمة تنظيم داعش وطرده من الأراضي التي استولي عليها.

إعلان الاستقلال
على هذا، كان من المتوقع أن تكون أمريكا، تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب، متعاطفة مع رغبة الأكراد التاريخية بالانفصال وإعلان الاستقلال.

استدعاء السفير
الخطوة الأمريكية ادت إلى استدعاء أنقرة اليوم القائم بأعمال السفارة الأمريكية لديها فيليب كوسنت للاحتجاج على تدريب واشنطن عناصر "حزب الاتحاد الديمقراطي" السوري الكردي.

وقالت مصادر في الخارجية التركية: "لقد أعربنا عن قلقنا إزاء توفير الولايات المتحدة تدريبا على السلاح لعناصر" من "الاتحاد الديمقراطي" الذي تعتبره أنقرة "ذراع حزب العمال الكردستاني المحظور لديها، في سوريا.

ويعد القائم بأعمال السفارة الأمريكية أرفع مسئول دبلوماسي أمريكي في أنقرة بعد مغادرة السفير جون باس أواخر العام الماضي.

خطوات مثيرة للقلق
وانتقد إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي جهود التحالف بقيادة الولايات المتحدة لتدريب قوة أمنية حدودية في شمال سوريا تضم مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وأضاف كالين "تتخذ الولايات المتحدة خطوات مثيرة للقلق لإضفاء الشرعية على هذا التنظيم ليبقى دائما في المنطقة" بدلا من أن توقف دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية نزولا على طلب أنقرة.

ويضغط الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية بشدة على العلاقات مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، إذ ترى أنقرة في وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضد الدولة التركية منذ ثلاثة عقود.

وقال التحالف إن قوة أمن الحدود ستكون تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية وإن نحو 230 فردا يتدربون حاليا ضمن طليعتها. وأضاف "تُبذل جهود لضمان خدمة الأفراد في مناطق قريبة من ديارهم. ولذلك فإن التشكيلة العرقية للقوة ستكون وفقا للمناطق التي سيخدمون فيها".

وتنشر الولايات المتحدة نحو ألفين من جنودها في سوريا لقتال "داعش"، وقالت إنها مستعدة للبقاء في البلاد لحين التأكد من هزيمة التنظيم الإرهابي وإن جهود فرض الاستقرار يمكن أن تستمر كما أن هناك تقدما له معنى في محادثات السلام بقيادة الأمم المتحدة.
الجريدة الرسمية