الرقابة الإدارية وإنجازات غير مسبوقة
كل يوم تحرز هيئة الرقابة الإدارية نصرًا على رءوس الفساد، فلم يعد أحد فوق القانون، وأصبحت الشفافية في أوج صورها بشهادة المواطن قبل أن تشهد لنا الهيئات الدولية بذلك، فلا تستر على مجرم أيًا كان موقعه، فبعد أن تم إعطاء الهيئة الصلاحيات اللازمة للمراقبة والضبط ومع تزايد المسئوليات على رجالها كانت نتيجة التمكين مبهرة لضبط حالات الرشوة واستغلال النفوذ، ولا خوف من نتائج التحقيقات مهما كانت، فتوجه الدولة الآن هو لا تستر على فاسد مهما كان منصبه ومهما كان من يدعمه، هكذا كانت أسس الصلاحيات المسندة للهيئة، والتي تعمل من خلالها، وهو ما أعطى التمكين الكامل في ضبط الفاسدين.
يتوالى سقوط الفاسدين يومًا بعد يوم إلى أن تتطهر بلادنا من الذين استغلوا الوظيفة الحكومية لتحقيق منافع شخصية والتربح منها غير عابئين بالأمانة التي أسندت إليهم، والتي كان من الأولى منهم أن يحافظوا عليها ويراعوا الله في أعمالهم قبل يوم الحساب.
الواقع الذي نراه من بعض المسئولين الذين أصابهم سهام الطمع يظهر الحقيقة دون أي تجميل، فمن الناس من ينتظر فرصة بفارغ الصبر ويسعى للثراء، معتبرًا أن المنصب تشريف لا تكليف بمسئوليته أمام الله أولا قبل رقابة الدولة ثانيًا، وبالتأكيد كل الأخبار وتداول القضايا التي يراها الناس علانية ليتأكدوا أن الفاسد مهما كان منصبه مصيره ومن معه إلى وراء القضبان.
الجهود التي تبذل من أجل ضبط الفاسدين هي جهود بالغة الصعوبة وخصوصًا مع ما نراه اليوم من كثرة وسائل الاتصالات، ومع ذلك نرى سبقًا في ضبط حالات الفساد بكل دقة ودلائل مستندية تدين المجرم في حق نفسه وحق وطنه، وهى كفيلة بإعطاء الاطمئنان اللازم على مستقبل مصر أنها في أيادٍ أمينة لهيئة قديرة تستحق منا كل تقدير واحترام.
يرى البعض للأسف أن تلك الأخبار تؤثر فى صورة الدولة، وقد تعطي شكلا غير مرغوب فيه عن انتشار الفساد عملا بمبدأ "ما خفي كان أعظم"، وهذا بالطبع غير منطقي، إذ أن إعلان حالات الفساد دون أي تستر عليها يعطى الشفافية والمصداقية المطلوبة لرغبة الدولة الأكيدة في القضاء على الفساد من جذوره مهما كان منصب من وراءه، أي أن ذلك يحسب للدولة ولا يحسب عليها.
كل الاحترام منا والتقدير لكل أعضاء هيئة الرقابة الإدارية الذين يثبتون كل يوم أن هناك من يعملون من أجل رفعة الوطن بكل ما يملكون من وقت وجهد، ويستمرون في العمل في أصعب الظروف، لكي يصلحوا الأمور ونرى غدًا أفضل لوطننا ولأبنائنا ومستقبلا يليق بتاريخ بلادنا.
إلى الأمام، ولتخطوا هيئة الرقابة الإدارية كل يوم خطوة ثابتة، فنحن نقدر رجالها جميعًا، ونعلم أن ما يعملونه هو إنجاز رائع تجاه استئصال الفساد تمامًا بإذن الله.