مراد وهبة.. وجابرعصفور.. والنخبة الخائنة للمجتمع!
الدكتور مراد وهبة يرى أن النخبة المثقفة أكبر فئة خائنة للمجتمع! هل هذا صحيح؟! الدكتور وهبة أبرز فلاسفة مصر في العصر الحديث، يقود بقدر طاقته وسنه دعوة إلى علمنة المجتمع، ومدنية الدولة..
بداية المفكر الكبير د.جابر عصفور الذي يعد أبرز تلاميذ عميد الأدب العربى د.طه حسين الذي رفع شعار "إعمال العقل" دائما يصرح في اللقاءات الإعلامية أو الندوات عن الصراع بين التيارات الدينية المتشددة والفكر العلمانى أو المدنى أو الليبرالى -(سمها كما تريد )- في إحدى هذه اللقاءات في المجلس الأعلى للثقافة تحدث د.جابر عصفور عن الصراع بين التيارات الدينية المختلفة مع مدنية الدولة في مائة عام.
فمنذ بدايات القرن العشرين يدور صراع -كما يقول د.عصفور- في محاولة لتجديد الفكر الإسلامي على يد الشيخ محمد عبده ثم الشيخ على عبدالرازق وكتابه الذي أحدث ضجة "الإسلام وأصول الحكم" الذي يرفض الخلافة ودعا إلى مدنية الدولة، ودعوات عميد الأدب العربى د.طه حسين.. لإعمال العقل وكتابه المثير للجدل حتى الآن "الشعر الجاهلى"..إلخ، في بحثه أكد أن التيار الذي يرفع شعارات الدين استطاع أن يتغلب على التيار المستنير الداعى لمدنية الدولة!
ومنذ أيام صرح في لقاء تليفزيونى مؤكدا رفضه التام للدولة الدينية، وقال: كافة الطرق التي تنفذ منها دعوات الدولة الدينية بمصر يجب أن تغلق تمامًا ونعود لاحترام القانون والدولة المدنية. وأشار د.عصفور إلى أن الذي فتح باب الدولة الدينية هو الرئيس الأسبق محمد أنور السادات ولم يستطع أحد أن يغلقه إلى الآن، وعلينا احترام الدستور ونعمل بما يقوله الرئيس السيسي، منذ 30 يونيو أننا في دولة مدنية ديمقراطية حديثة ولكن الحق لا أستطيع أن أقول إننا في دولة مدنية بشكل كامل!
السؤال: لماذا خسر حزب الدعوة لإعمال العقل والدولة المدنية أمام دعاة الانغلاق الفكرى والتيارات الدينية المتشددة كما يردد دائما حزب الدعوة إلى مدنية الدولة؟! من يملك وسائل الإعلام على مدى تاريخها؟! من يملك منصات الثقافة؟! من يملك مراكز الشباب؟!
ومنذ أيام صرح في لقاء تليفزيونى مؤكدا رفضه التام للدولة الدينية، وقال: كافة الطرق التي تنفذ منها دعوات الدولة الدينية بمصر يجب أن تغلق تمامًا ونعود لاحترام القانون والدولة المدنية. وأشار د.عصفور إلى أن الذي فتح باب الدولة الدينية هو الرئيس الأسبق محمد أنور السادات ولم يستطع أحد أن يغلقه إلى الآن، وعلينا احترام الدستور ونعمل بما يقوله الرئيس السيسي، منذ 30 يونيو أننا في دولة مدنية ديمقراطية حديثة ولكن الحق لا أستطيع أن أقول إننا في دولة مدنية بشكل كامل!
السؤال: لماذا خسر حزب الدعوة لإعمال العقل والدولة المدنية أمام دعاة الانغلاق الفكرى والتيارات الدينية المتشددة كما يردد دائما حزب الدعوة إلى مدنية الدولة؟! من يملك وسائل الإعلام على مدى تاريخها؟! من يملك منصات الثقافة؟! من يملك مراكز الشباب؟!
الإجابة ليست صعبة على الإطلاق، لأن مدعى الفكر المتطرف لم يتول في يوم من الأيام أي من هذه المواقع الحيوية المهمة والمؤثرة، بل حدث أن كمال الدين حسين عندما تولى وزارة التربية والتعليم في الخمسينيات ألغى مادة الفلسفة، بعد شهرين علم جمال عبدالناصر بهذه الواقعة، فقرر إلغاء القرار وإعادة تدريس الفلسفة مرة أخرى! إذن أين المشكلة؟!
ما الأسباب التي تجعل دعاة إعمال العقل ومدنية الدولة يخسرون دائما أمام طوفان التطرف والإرهاب؟!
هناك أسباب عديدة ولكن أشير أولا إلى أن هذا الحزب الذي دائما يفشل لا يملك النموذج بين الناس الذي يستطيع أن يتحدث ويصل إلى عقولهم وقلوبهم، واكتفوا بالتنظير فقط في الحجرات المكيفة والمغلقة وحوارات ما أنزل بها الله من سلطان، لايهمهم كثيرا الشارع طالما يحصلون على ما يريدون.
ما الأسباب التي تجعل دعاة إعمال العقل ومدنية الدولة يخسرون دائما أمام طوفان التطرف والإرهاب؟!
هناك أسباب عديدة ولكن أشير أولا إلى أن هذا الحزب الذي دائما يفشل لا يملك النموذج بين الناس الذي يستطيع أن يتحدث ويصل إلى عقولهم وقلوبهم، واكتفوا بالتنظير فقط في الحجرات المكيفة والمغلقة وحوارات ما أنزل بها الله من سلطان، لايهمهم كثيرا الشارع طالما يحصلون على ما يريدون.
المدهش أن الشيخ محمد عبده والشيخ على عبدالرازق وعميد الأدب العربى د.طه حسين، والشيخ أمين الخولى تواصلوا مع الشارع أفضل من الحاليين، بالرغم من تواضع وسائل التواصل أكثر مما يرفعون شعاراتهم في النصف قرن الأخير، الشيخ أمين الريحانى الذي لم يكن بمعزل عن دعوات إصلاح الأزهر، كتب في عام 1936" رسالة إلى الأزهر" موضحا أهمية الاستعداد لتقبل ما سيأتى من الغرب في القرن العشرين، مؤكدا أن الأزهر له دور ثلاثى "معهد علمى.. مركز دينى.. بيئة اجتماعية"!
الآن عندما يتحدث دعاة الدولة لايجدون سوى السب واحتقار الغير ووصفهم بالتخلف، ويقول د.أحمد سالم أستاذ الفلسفة البارز في كتابه الإسلام العقلانى: في فترة تمور بالرغبة العميقة في تشويه الإسلام في العالم كان لابد من استدعاء أعمال المجددين العظام لتقديم صورة ناصعة للإسلام، ولعل الاجتهاد العميق الذي أبدعه الشيخ أمين الخولى في تجديد الفكر الدينى، ويضيف د.أحمد سالم: الشيخ الخولى كان يقول.. الإسلام صالح لكل زمان ومكان بشرط تجديد صورة الفكر الدينى لكى يساير الدين حركة تطور المجتمع!
اما من يطالب بالتجديد فيظهر على الشاشات يسب ويلعن أمثال إسلام البحيرى وآخرين ونموذج آخر كاتبة تبيح العلاقات المفتوحة بين الرجل والمرأة، وتهاجم الزواج وفى نفس اللحظة تنتقد وتتحدث في الدين، وأخرى أسوأ وترفض ذبح الأضحية في عيد الأضحى لأن الدم يسبب لها توترا عصبيا وحرام ذبح الحيوان، وممثل يدعو للعلمانية ويتحدث بسعادة عن علاقاته المتعددة النسائية قبل وأثناء الزواج، وحتى رجال السياسة من يعتقد بمدنية الدولة، لا يقدم دليلا على صحة فكرته، ولكنه يهاجم الإسلام والدين بسذاجة، وحتى الإعلام لا يقدم رؤية لمدنية الدولة، ويرى الحرية في كثرة العرى من المذيعات أو البرامج، ودراما مبتذلة في كل شىء، دراما ترسخ الخيانة والانفلات.
وزارة الثقافة فقدت تأثيرها منذ تحولت أنشطتها إلى حفلات شو، ولا تقدم رسالة للمجتمع، قصور الثقافة أصبحت خاوية من العمل، سأضرب مثالا واحدا عن دورها، قصر ثقافة المحلة قدم للساحة الثقافية د.جابر عصفور، والأديب الكبير سعيد الكفراوى، والأديب الكبير جار النبى الحلو، والشاعر الكبير فريد أبوسعدة، والأديب الكبير المنسى قنديل وغيرهم هؤلاء جميعا من قصر ثقافة واحد! أما مراكز الشباب فأهملتها الدولة فاستولى عليها رجال الانتخابات والجماعات الإرهابية!
الحوار طويل ولكن اليوم أختم بكلمة للرائع جمال حمدان، لأن من أسباب ما نحن فيه وانتصار أصحاب العقول المغلقة على دعاة مدنية الدولة ما يقوله د. جمال حمدان: «واحد من أخطر عيوب مصر، هي أنها تسمح للرجل العادى المتوسط، بل للرجل الصغير بأكثر مما ينبغى، وتفسح له مكانا أكبر مما يستحق، الأمر الذي يؤدى إلى الركود والتخلف، وأحيانا العجز والفشل والإحباط، ففى حين يتسع صدر مصر برحابة للرجل الصغير إلى القمىء فإنها على العكس تضيق أشد الضيق بالرجل الممتاز.. فشرط النجاح والبقاء في مصر أن تكون اتّباعيا لا ابتداعيا، تابعا لا رائدا، محافظا لا ثوريا، تقليديا لا مخالفا ومواليا لا معارضا.. وهكذا بينما تتكاثر الأقزام على رأسها ويقفزون على كتفها تتعثر أقدامها في العمالقة وقد تطؤهم وطئا».
الآن عندما يتحدث دعاة الدولة لايجدون سوى السب واحتقار الغير ووصفهم بالتخلف، ويقول د.أحمد سالم أستاذ الفلسفة البارز في كتابه الإسلام العقلانى: في فترة تمور بالرغبة العميقة في تشويه الإسلام في العالم كان لابد من استدعاء أعمال المجددين العظام لتقديم صورة ناصعة للإسلام، ولعل الاجتهاد العميق الذي أبدعه الشيخ أمين الخولى في تجديد الفكر الدينى، ويضيف د.أحمد سالم: الشيخ الخولى كان يقول.. الإسلام صالح لكل زمان ومكان بشرط تجديد صورة الفكر الدينى لكى يساير الدين حركة تطور المجتمع!
اما من يطالب بالتجديد فيظهر على الشاشات يسب ويلعن أمثال إسلام البحيرى وآخرين ونموذج آخر كاتبة تبيح العلاقات المفتوحة بين الرجل والمرأة، وتهاجم الزواج وفى نفس اللحظة تنتقد وتتحدث في الدين، وأخرى أسوأ وترفض ذبح الأضحية في عيد الأضحى لأن الدم يسبب لها توترا عصبيا وحرام ذبح الحيوان، وممثل يدعو للعلمانية ويتحدث بسعادة عن علاقاته المتعددة النسائية قبل وأثناء الزواج، وحتى رجال السياسة من يعتقد بمدنية الدولة، لا يقدم دليلا على صحة فكرته، ولكنه يهاجم الإسلام والدين بسذاجة، وحتى الإعلام لا يقدم رؤية لمدنية الدولة، ويرى الحرية في كثرة العرى من المذيعات أو البرامج، ودراما مبتذلة في كل شىء، دراما ترسخ الخيانة والانفلات.
وزارة الثقافة فقدت تأثيرها منذ تحولت أنشطتها إلى حفلات شو، ولا تقدم رسالة للمجتمع، قصور الثقافة أصبحت خاوية من العمل، سأضرب مثالا واحدا عن دورها، قصر ثقافة المحلة قدم للساحة الثقافية د.جابر عصفور، والأديب الكبير سعيد الكفراوى، والأديب الكبير جار النبى الحلو، والشاعر الكبير فريد أبوسعدة، والأديب الكبير المنسى قنديل وغيرهم هؤلاء جميعا من قصر ثقافة واحد! أما مراكز الشباب فأهملتها الدولة فاستولى عليها رجال الانتخابات والجماعات الإرهابية!
الحوار طويل ولكن اليوم أختم بكلمة للرائع جمال حمدان، لأن من أسباب ما نحن فيه وانتصار أصحاب العقول المغلقة على دعاة مدنية الدولة ما يقوله د. جمال حمدان: «واحد من أخطر عيوب مصر، هي أنها تسمح للرجل العادى المتوسط، بل للرجل الصغير بأكثر مما ينبغى، وتفسح له مكانا أكبر مما يستحق، الأمر الذي يؤدى إلى الركود والتخلف، وأحيانا العجز والفشل والإحباط، ففى حين يتسع صدر مصر برحابة للرجل الصغير إلى القمىء فإنها على العكس تضيق أشد الضيق بالرجل الممتاز.. فشرط النجاح والبقاء في مصر أن تكون اتّباعيا لا ابتداعيا، تابعا لا رائدا، محافظا لا ثوريا، تقليديا لا مخالفا ومواليا لا معارضا.. وهكذا بينما تتكاثر الأقزام على رأسها ويقفزون على كتفها تتعثر أقدامها في العمالقة وقد تطؤهم وطئا».