محسن اللباد يحكي قصة الكاريكاتير في روز اليوسف
تحت عنوان (صاحب حق الاختراع) كتب الرسام محيى الدين اللباد (ولد 1940 ورحل عام 2010) مقالا بمجلة صباح الخير عام 1970 يستعرض فيه قصة الرسم الكاريكاتيري في مجلتي روز وصباح الخير فقال:
في العام السابق لانطلاق الفنان صلاح جاهين على صفحات مجلة صباح الخير في يناير 1956 كانت خريطة الكاريكاتير المصرى - لم يكن بالمعنى المفهوم - كالتالى:
كان عبد السميع أكثر الرسامين شهرة وشعبية لكنه ترك روز اليوسف إلى أخبار اليوم لينضم إلى صاروخان ورخا هناك، بينما كانت مجلات دار الهلال المصور والاثنين تزدحم برسامين أوروبيين برنى، برنار، كيراز وفيدروف ومن خلفهم بعض الرسامين المصريين يقومون بتمصير رسوم ما يقدم من كاريكاتير أجنبي.
كان طوغان نجما في جريدة الجمهورية يقدم رسومات سياسية رمزية قوية، وكان زهدى ينشر مثلها في روز اليوسف وبعض المجلات الأخرى ذات الأرضية اليسارية، بينما لم يكن في الأهرام رسام كاريكاتير واحد.
كان هناك حائط سميك يفصل الكاريكاتير إلى نوعين لا صلة بينهما، الأول كاريكاتير سياسي، وكان رمزيا مباشرا وهجائيا وكان أبطاله هم رجال السياسة، إلا أنه بعد 1952 لم يبق أمامه إلا تأييد الخط الرسمى.
والنوع الثانى غير سياسي عبارة عن نكت وقفشات وتهريج نمطي لا ينم عن رؤية أو موقف وأبطاله هم المضحكون طرابيشهم واقعة وملابسهم مبهدلة وشعورهم منكوشة وتخرج الفئران من أدراج مكاتبهم.
في عام 1955 فتحت روز اليوسف أبوابها أمام عدد من الرسامين الشبان لملء الفراغ الذي تركه عبد السميع.. كان هناك صلاح جاهين وجورج البهجوري، وكان حسن فؤاد يكتب صفحة الفن للحياة مع رسومات قليلة.
وبعد سنة من القصائد والرسوم المتفرقة في روز اليوسف فوجئ القراء في العدد الأول لمجلة صباح الخير بكاريكاتير جديد مختلف مدهش صادم هو كاريكاتير صلاح جاهين شاهد القراء فيه حياة البسطاء والفلاحين ومحال البوظة ومجمع التحرير ومكاتب المحامين ودورات المياه العامة وغيرها.
هدم جاهين الحائط الفاصل بين الكاريكاتير السياسي والفكاهة غير السياسية، فقد اكتشف أن السياسة وراء كل شيء وولد على يديه ما يمكن أن نسميه الكاريكاتير الاجتماعي السياسي، وصدرت شهادة ميلاد لكاريكاتير عربى لصلاح جاهين هو بحق شاهد على العصر ومبدع فريد ومخترع عظيم.