رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية أب مريض بالسرطان يعول ابنًا من ذوي الاحتياجات بأسيوط (صور)

فيتو

لم تجد أسرة في أسيوط إلا الصبر علاجا لها بعدما حول المرض ما تبقى لها من أيام في الحياة إلى أيقونة دعاء، تنتظر بعده إنصاف السماء أملا في تجاوز معاناة صعَّبت الظروف مواجهتها.


مشاهد صمت تكسو الأسرة تلخص مأساة بطلها أب عاش عمره حافرا في الصخر ليسد رمق 7 من أبنائه، إلى أن داهم السرطان كبده ليقعده طريح الفراش لا يقوى على تحمل نفقات العلاج الكيماوي، فضلا عن تحمل احتياجات أسرة لديها 3 مآس انتهت بها إلى ديون متراكمة.. فمن شاب مسكين يحمل علة فوق ظهره تعيقه عن العمل حتى بلغ الثلاثين من عمره، إلى فتاة تخطت الخامسة والعشرين من عمرها ولا يمكنها الخروج من المنزل بوجه شوهته الحروق.

في قرية النواورة بمنطقة القنطرة التابعة لمركز البداري بأسيوط، يعيش العم محمد عاشور أحمد 63 سنة وأولاده في فقر مدقع وحياة كانت يوما فقيرة وباتت تحت خط الفقر.. فالأب المصاب بالسرطان بدأ يتخلف عن جرعات الكيماوى لضيق ذات اليد وعدم توفر حتى ثمن المواصلات التي تنقله للمستشفى الجامعى.

يقول "محمد": «كانت حياتي أمضيها بالكاد حامدا الله على رزقي ولدي ولد و5 فتيات.. إلى أن اكتشفت إصابة ابني بعلة في ظهره بعدما ظننته معينا لي على أمور الحياة، فأصبحت مجددا المسئول وحدي عن أبنائي وظللت أعمل مرة أجري في الزراعات أو بأي عمل لكن المرض لم يرحمني لأجد نفسي عرضة للموت بين لحظة وأخرى تاركا من خلفي ذرية ضعفاء»..

وأضاف: أصيبت ابنتي "هويدا" بحروق شوهت كامل جسدها ووجهها وتحتاج جلسات علاج لكن لم تستطع تقديم شيء لها حتى تخطت الــ25 عاما دون خروج من المنزل خوفا من معايرة الجيران.

أما الشاب هيثم 29 سنة فيعاني من حالة تجعله قليل الكلام ويتحرم نادرا، وقامته تقارب الأرض بسبب ظهره المحنى دائما و"يقول عشت حياتى نفسى مكسورة مفيش أحلام ولا شغل ولا حاجة أنفع فيها بسبب مرضى وكنت أعتمد على والدى ولكن المرض أقعده الآن ولا نعلم ماذا نفعل أو من أين نصرف أنا وأخوتى البنات ومن أين نأتى بعلاج والدى ومصاريف انتقالاته للحصول على جرعة الكيماوي.

وعن الديون المتراكمة تقول زوجة "محمد": اضطر زوجي للاستدانة لتحمل نفقات زواج اثنتين من بناتنا على أمل أن يسدد الديون من عمله كأجرى ولكن المرض داهمه ولم يستطع سداد شيء والحالة ساءت بعد تمكن السرطان منه.

وناشدت الأسرة أهالي الخير ومسئولى المحافظة بتوفير أي أموال لسد الديون وإقامة مشروع صغير تقتات منه الفتيات وأخوهم، أملا في تجاوز وضع مأساوي صعب.
الجريدة الرسمية