رئيس التحرير
عصام كامل

بعد فوزها بالمركز الأول بجوائز ساويرس.. تعرف على رواية «في غرفة العنكبوت»

فيتو

تناولت العديد من الروايات العربية الحديثة شخصية "المثلي" في أحداثها، إلا أنه دائما كانت إما شخصية ثانوية في الرواية، أو شخصية رئيسية ولكن بدون تعاطف معها أو إسهاب في سرد تفاصيل حياة تلك الشخصية ومعاناتها في المجتمع العربي.


الأمر الذي ابتعد عنه الكاتب الروائي محمد عبد النبي في روايته "في غرفة العنكبوت" الحائزة على المركز الأول بجائزة ساويرس الثقافية في فرع الرواية لشباب الكتاب لعام 2017، حيث صب عبد النبي اهتمامه على حياة المثلي في مصر وتفاصيل الشخصية، فالرواية في المجمل تمت كتابتها لهذا الهدف دون سواه.

تبدأ الرواية انطلاقًا من شخصية "هاني" الذي ألقي القبض عليه في حادث "الكوين بوت" الشهير في 11 مايو 2001، حيث ألقت السلطات المصرية آنذاك القبض على 52 مثليا بتهمة ممارسة الفجور وقدمتهم للمحكمة في قضية أثارت الكثير من الجدل وقتها.. والكويت بوت هو أحد المراكب النيلية الذي قيل أنه كان يرحب باستقبال المثليين للسهر فيه كل ليلة خميس.

كان هاني أحد الشخصيات الذين يسهرون في "كوين بوت" في تلك الليلة برفقة حبيبه "عبد العزيز" الذي استطاع محامي عائلته القوية النفوذ إخراجه من القضية في حين بقي هاني سجينًا على ذمة التحقيق.. وخلال تلك الرحلة استطاع الكاتب إبراز عدد من النماذج المختلفة للمثليين وتسليط الضوء على تجارِبهم وحياتهم الشخصية، لكسر الصورة النمطية العالقة في وعي العرب عن تلك الفئة.

بطول امتداد الرواية يسرد هاني تفاصيل علاقته مع بعض الشخصيات المثليين الذين عرفهم سواء أن كانوا أصدقاء أو مجرد معارف، أو أشخاص دخل معهم في علاقة جنسية سريعة، كما يروي قصص الشخصيات التي تعرف عليهم خلال أيام الحجز، ليجد القارئ نفسه أمام مجموعة كبيرة من الحكايات والقصص المختلفة من عالم المثليين، تجمعهم كلهم صلة واحدة تتمثل في رفض المجتمع لهم، وهو ما ينعكس على تصرفاتهم وردود أفعالهم التي تباينت من شخص لآخر، ما بين التمرد والهروب والتقوقع والاكتئاب الذي وصل إلى حد الانتحار.

بعد تبرأته من المحاكمة، يدخل هاني في عزلة اختيارية في غرفة صغيرة لا يشاركه فيها سوى عنكبوت أسود صغير، ليجد في الكتابة الملجأ الوحيد الذي يستطيع فيه بوح كل تجرِبته لاستعادة تفاصيل حياته بالكامل، ابتداء من ذكرياته مع عائلته وطفولته وحبه الأول، ومدى التخبط النفسي الذي صاحبه في علاقاته، حتى تزوج تحت ضغط من والدته وأنجب طفلة وحيدة.
الجريدة الرسمية