رئيس التحرير
عصام كامل

برلنتي عبد الحميد تحلل شخصية محمد التابعي

فيتو

سألت مجلة الجيل عام 1956 الفنانة برلنتى عبد الحميد عن شخصية الكاتب الصحفى محمد التابعى، وهى التي لم تعرفه ولم تتعرف عليه، خاصة أنه صرح في كتاباته بأن مصر بها كواكب ولا يوجد بها ممثلات أو فنانات، وأن أكثر الكواكب لمعانا ليست إلا لمبات كهربائية في إحدى الحوارى الضيقة، فقالت:


اتخيل محمد التابعى رجلا بلغ من العمر مائة وعشرين عاما في عقله طبعا، لأن كتاباته تتسم باتزان غير عادى وله سيطرة عجيبة على قلمه.

ومثل التابعى لابد أن تكون له تجارب كثيرة ولابد أن يكون عاش حياته طولا وعرضا، ولابد أن يكون قد أنفق الكثير من المال.

وأعتقد أن الفتاة العادية لا تلفت نظره، وأن التي تستطيع أن تستحوذ على إعجابه وتلفت نظره لابد أن تكون فتاة فظيعة.

وأرى أن التابعى كاتب واقعيا ولذلك يخيل إلى أنه إنسان طبيعى وأنه لا يتكلف في التعبير، فهو يجلس إلى مكتبه ويمسك القلم عندما يريد ويكتب ما يريد فليست لديه موهبة إطلاقا.

ولابد أن إنسان كالتابعي له هذا الذهن الحاد يتميز بروح مرحة وإلا أصيب بانهيار عصبى، وأعتقد أن أبرز عيوبه أنه جريء في كتابته، وربما كان سبب ذلك ثقته في نفسه ثقة لا حد لها.

أما أخلاقه كزوج تتوقف على طبيعة المرأة التي يعيش معها.. أي أنه من الممكن أن يكون في غاية الشراسة، كما يمكن أن يكون وديعًا كالطفل، وهو من النوع الذي يحب في المرأة الجمال والشباب والحيوية، خاصة أنه على ما أعتقد يفتقد الجمال والشباب والحيوية.

ويخيل إلى أنه عندما كان شابا كان عنيفا في انطلاقاته، لأن كتابته تدل على أنه تقلب في تجارب كثيرة تدل على أنه اجتاز مرحلة من الألم والكفاح المرير.

قرأ التابعى ما كتبته برلنتى عبد الحميد فكتب عنها في العدد التالي يقول: (لا اعتراض على ما تقول فأنا لا تلفت نظري الفتاة العادية أبدًا، وأنا رجل مسرف أحب إنفاق المال وأحب المرح أيضًا ولست دميمًا إلى هذا الحد الذي تذكره، متسائلا: من هي هذه البرلنتى التي تقيمنى وتتحدث عني.
الجريدة الرسمية