الذكاء الاصطناعي والغباء الطبيعي
مع التطور الهائل في تكنولوجيا الكمبيوتر وصناعة الحاسب الآلي وصغر حجمه طور العلماء والمهندسون أجهزة كمبيوتر مبرمجة للقيام بأعمال كان يقوم بها الإنسان مثل إدارة الماكينات في كل مجالات الحياة بدء من العمليات الحسابية المعقدة إلى وسائل الاتصالات وشفط المياه والتنبؤات الجوية والحروب المستمرة في أنحاء المعمورة، والتي قد تصبح مخروبة وإدارة الطيران والبواخر والقطارات والمترو والسيطرة على الأمور والأمن والتسوق وحتى العلاقات الإنسانية.
وثق علماء البرمجة في قدراتهم حتى فكروا فيما يسمى "الذكاء الاصطناعي" وهو أن يطوروا برامج تطبق في الكمبيوتر تقوم بعمل عقل الإنسان، أي يكون الكمبيوتر قادرًا على أن يفكر بمفرده، بمعنى أن يقوم مقام عقل الإنسان.. وهذا خيال وغرور.. يريدون أن يخلقوا عقلا مثل خلق الله وهذا طبعًا وهم وغباء إنساني عقيم.. ويقول عز من قائل.. "فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا".. أي "لن يخلقوا ذُبَابًا ولو اجتمعوا له".. وهذا خيال مريض وغرور من الإنسان وتجاوز.. "وظن أهلها أنهم قادرون عليها".
عقل الإنسان يحتوي على ٨٦ مليار عصب nerve في حجم صغير للغاية ووزن خفيف.. هذا إعجاز في حد ذاته لا يستطيع أهل الأرض جميعًا أن يحصوا ذلك العدد ويضعوه في ذلك الحجم.. "هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه".
وفي معرض الأجهزة الإلكترونية بــ"لاس فيجاس" المقام حاليًا تتنافس الشركات على خدمات المساعدة الصوتية والسيارات المستقلة وتقنية الذكاء الاصطناعي وتقدم منتجات أربعة آلاف مجموعة من ١٥٠ بلدًا من طائرات مسيرة وأجهزة تلفزة وغيرها من الآلات الإلكترونية المطورة وأهمها أجهزة التحكم الصوتي للخدمات المنزلية.. ونتساءل: هل توجد أي منتجات مصرية من بين هذه الـــ ١٥٠ دولة؟ أقول ياريت وربنا الرحمن المستعان.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.