رئيس التحرير
عصام كامل

تنبأوا باقتراب أجلهم.. ماجيسكو يصف مشهد موته.. مظهر أبوالنجا يحدد موعد وفاته.. شهيد كمين مدينة نصر يودع أحبابه.. خبير نفسي: حدس عميق معترف به علميا.. ووكيل كلية الشريعة: رسائل يميز الله بها الصالحين

فيتو

"المتوفى بيحس إنه هيموت!"، حقيقة علمية أم مجرد صدف، تساؤلات حيرت الكثيرين، حول حقيقة إحساس الشخص بقرب وفاته، خاصة بعد سرد عدد من المواطنين حكايات وقصص ذويهم قبل وفاتهم، وأنهم شعروا بذلك، وهو ما دفعهم لترك رسائلهم ووصيتهم لأهاليهم.


ماجيسكو
بدأت قصة محمد حسن "ماجيسكو" التي هزت نفوس المصريين الأيام القليلة الماضية، بنبوءة كتبها طالب كلية التجارة بجامعة طنطا، قبل أيام قليلة من وفاته.

كتب ماجيسكو منشورا على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلا: "3 أشخاص واحد يقف على الشاطئ والآخر يسبح في البحر والأخير يغطس تحت الماء.. من منهم يشعر بالحزن ومن منهم يشعر بالفشل ومن منهم لا يشعر بشيء؟"، وكأنه يتنبأ بنهايته قبلها بشهرين، ويوصف الحادث الذي سيصيبه هو وأصدقاؤه.

كانت نهايته هو وأصدقاؤه بنفس الطريقة، عندما اجتمع الأصدقاء الثلاثة "محمد الحوفي" طالب بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، و"محمد حسن" ماجيسكو، 21 عاما، طالب بكلية التجارة جامعة طنطا، و"أشرف زين العابدين" بيكو 22 عاما، طالب بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، لالتقاط صورة على كوبري ستانلي بالإسكندرية.

وفجأة انحرف "ي.ج.و" 19 عاما، طالب بكلية التجارة جامعة المنوفية، بسيارته يمين الطريق وصعد أعلى الرصيف، ليصطدم بالحاجز الحديدي لكوبري ستانلي ويطيح بكل من "محمد الحوفي"، و"محمد حسن"، و"أشرف زين العابدين"، ويشاء القدر أن يسقط الاثنان الأوائل في المياه ويظل الثالث على الأرض، كما وصف "محمد حسن" المشهد في نبوءته، أحدهم على الشاطئ والآخر يسبح في المياه والأخير يغطس.

اقرأ.. مديرية أمن الإسكندرية: لا يوجد تقصير بحادث كوبري ستانلي

مظهر أبو النجا
تلك الواقعة أعادت الأذهان لقصة الفنان «مظهر أبوالنجا»، الذي توفى مايو الماضي، وقبل ذلك اتصل بشقيقته الحاجة نجاة، وأوصى بأن تكون مراسم دفنه متواضعة دون وجود أي مظاهر للافتخار والتكلف، كما طالب بدفنه في مدافن العائلة، بجوار والدته ووالده.

وكشفت الحاجة نجاة، أن الفنان الراحل قال لها إنه سيكون أول الراحلين من العائلة بعد وفاة والدته منذ 5 شهور، مؤكدًا أنه سيموت بعد وفاتها مباشرة، وأمر بتجهيز مقبرته على نفقته الشخصية، قبل وفاته بأيام على أن يتم وضع جثمانه في نعش المسجد الكبير بقرية "أبو فودة"، ولا يتم تشييعه في صندوق الإسعاف التابعة لوزارة الصحة، وأن يُنقل ويُدفن وفقًا لتقاليد القرية وتعاليم الشريعة الإسلامية.

تابع.. عميد «طب الإسكندرية»: حالة مصاب حادث كوبري ستانلي مستقرة

الشهيد محمد وهبة
وظهر ذلك أيضًا في آخر رسالة للشهيد محمد وهبة، الذي وافته المنية في الهجوم الإرهابي المسلح، الذي استهدف كمينًا أمنيًا على الطريق الدائري بين منطقة المقطم ومدينة نصر، مايو الماضي.

كتب في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، جاء فيه: "بص للي ادفن قدامك وقولي فاكر زعل ما بينكم؟ والله ما في حاجة مستاهلة نزعل من بعض أو نشيل ونهري وننكت في نفسينا، اعفوا واصفحوا دي الدنيا لحظة، وهنقابل رب كريم، ويا بخت من قابله بقلب سليم".

حدس عميق
وفي تفسير تلك الأحاسيس، قال "أحمد الباسوسي" استشاري الطب النفسي: "حدس عميق يفضل الله به بعض عباده، فهي قدرة خاصة لبعض الأشخاص، وظواهر لا يمكن أن تخضع للبحث والدراسة العلمية، من ملاحظة وتجربة واستنتاج، ولا يمكن أن نكررها وتعطي نفس النتائج، ولكن العلم يعترف بها، في فرع علم النفس الخوارق "بيروسيكولوجي".

مثال حي
وأوضح "الخبير النفسي" تلك الظواهر الخارقة يدخل فيها جوانب روحانية وإيمانية واعتقادية، ميز الله بها بعض عباده، وظهرت مع قدرة الصحابي عمر بن الخطاب على التخاطر، عندما خرج من خطبة الجمعة خصيصا لتنبيه "سارية بن زنيم" أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات بلاد فارس، بالعدو الموجود في الجبل، قائلا: "يا سارية الجبل الجبل"، فسمعه قائد المسلمين وانتبه للخطر.

الجانب الديني
أما على الجانب الديني، يقول "عبد الحليم منصور" وكيل كلية الشريعة والقانون بالأزهر «أمر وارد»، مضيفًا: "لا يوجد نصوص قرآنية أو دلائل من السنة النبوية على ذلك، إلا أن الصالحين والملتزمين يعطيهم الله رسائل معينة، للإحساس والشعور بقرب الأجل، عندما تكون العلاقة بين الإنسان وخالقه متماسكة، وشاهدنا الكثير من قصص الصحابة والمسلمين في هذا القبيل".

كما أشار إلى أنه من الممكن أن تكون مجرد صدفة عند البعض، فليس معني قدرة البعض على التنبؤ بذلك، وأن الله أعطاهم جميعا تلك القدرة، مشيرا إلى أن تلك الوقائع لا تعني أن تخلق الصدف قاعدة عامة.
الجريدة الرسمية