رئيس التحرير
عصام كامل

ينتظرون من السيسي في ولايته الثانية!


الناس ينتظرون من الرئيس السيسي -الذي أنقذ وطنًا بكامله من الانهيار والاحتراب الأهلي والفتن إبان حكم الإخوان- ومن الحكومة الجديدة التي سيختارها فور فوزه بولاية ثانية للبلاد أن يرفعوا عن كاهلهم مرارة السنين التي زادت من متاعبهم وآلامهم خصوصًا بعد 25 يناير.


وإذا كان إنجاز المشــروعات القومية الكبرى أمرًا مهما للأجيال القادمة، فإنه ينبغي أن يتوازى معها الارتقاء أكثر بالفقراء وتحسين مستوى معيشتهم وحمايتهم من الغلاء الكاسح، وتلك أولوية قصوى سوف تتصدر أجندة الرئيس في الفترة المقبلة وهو ما بدأت الدولة فيه بالفعل.. لكن يبقى أن يشعر به المواطن واقعًا في حياته.. وعلى الحكومة أن تنزل للمواطنين لمعرفة مدى رضاهم عن أدائها وخدماتها وما تقدمه لهم من رعاية.

وإذا كانت الدولة تحارب الإرهاب والفساد بقوة وجدية فإن هذه الحرب ينبغي أن تطال كل صنوف الفساد الذي لا يقتصر فقط على إهدار المال العام أو اختلاسه أو تلقى الرشاوى، وإنما كل تعطيل لمصالح الناس هو فساد أعظم.. كل تأخير في إنفاذ القرارات الصحيحة هو فساد.. كل تعيين لموظف غير كفء هو فساد.. أما البيروقراطية والروتين والعقم الإداري فهو أعتى ألوان الفساد في مصر.

آن الأوان لطرح كل القضايا للنقاش بجدية تمهيدًا لوضع الحلول موضع التنفيذ.. وعلى الحكومة أن تبادر بمعالجة القضايا المزمنة أولًا فهي العائق الحقيقي أمام أي تنمية جادة.. فمثلا أطفال الشوارع الذين تجاوز عددهم المليونين.. أليسوا قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة.. أليسوا عرضة للاستغلال السياسي وتوظيفهم في تنفيذ عمليات تخريبية لقاء جنيهات معدودة.. أين الوعود بإنشاء صندوق لرعايتهم؟!

إلى متى سنقف مكتوفي الأيدي أمام الرقم الصعب للأمية والذي يتجاوز الــ24 مليون أمي يمثلون عقبة حقيقية في طريق أي تحول اقتصادي أو ديمقراطي.. فهؤلاء بيئة خصبة للفقر والجهل والمرض بخلاف الأرقام الأخرى للعاطلين الذين يمثلون خصمًا من رصيد قوي الإنتاج واستنزافًا هائلًا لاقتصاد الدولة.

نرجو أن تراجع الحكومة موقفها من البحث العلمي والتعليم والصحة.. فمهما يكن عبء التكاليف المالية المطلوبة للنهوض بهذه الملفات، فهو ضئيل جدًا إذا ما قورن بنتائج وثمرات الإصلاح الحقيقي؛ فتحويل أفكار الباحثين النابغين والمخترعين النابهين إلى منتجات ومخترعات وبراءات اختراع يمكنه ضخ أموال عائلة للخزانة العامة.. كما أنه لا يمكننا الانتقال إلى المستقبل وبناء مصر الجديدة دون تعافي التعليم والصحة والبحث العلمي.. ولا يليق بمصر أن تتذيل ترتيب التقارير الدولية في تصنيفات أفضل الجامعات أو التنافسية أو التعليم.. بينما تتصدر دول مثل إسرائيل على العرب أجمعين بالعلم والتكنولوجيا وجودة التعليم.

تعالوا ننبذ خلافاتنا الشخصية ونركز جهودنا على إنقاذ بلدنا وبنائه بالعلم والعمل والأخلاق الحميدة والتكاتف الشعبي.. تعالوا نتوافق على أولوياتنا الوطنية بموضوعية وتجرد ابتغاء وجه هذا الوطن.. وليكن العام الجديد فرصة للمراجعة وتصحيح المسار والعودة للحق ومساندة الدولة التي لا تزال هدفًا كبيرًا لأعدائها من كل حدب وصوب.
الجريدة الرسمية