رئيس التحرير
عصام كامل

شرم الشيخ تتجمل تمهيدا لعودة السياحة الروسية.. الفنادق المغلقة تعيد فتح أبوابها.. صيانة للمنشآت المستمرة في العمل.. خبير: مستعدون دائما.. العاملون: الحلم أصبح حقيقة

فيتو

تتباين آراء المستثمرين وأصحاب الفنادق والعاملين في المجال السياحى بشرم الشيخ، عن استعدادات الفنادق لعودة السياحة الروسية والإيطالية إلى شرم الشيخ. هناك من يؤكد جاهزية الفنادق وهناك من يؤكد عدم الجاهزية بسبب الركود السياحي الذي ضرب شرم الشيخ خلال الأعوام السابقة.



فنادق شرم الشيخ تحاول الاستعداد والتجمل لعودة الإيطالية المزمع لها نهاية يناير والسياحة الروسية المقرر عودتها في أبريل المقبل.

لا حديث في شرم الشيخ إلا عن عودة السياحة، ومتى تعود وما هى الاستعدادات التي أقامتها الفنادق وهل الأسعار الحالية مناسبة وستؤدى إلى تعويض خسائر أصحاب الفنادق أم أنها لا تكفى رواتب الموظفين وفواتير المياه والكهرباء.. وهل الفنادق المغلقة ستظل مغلقة أم ستعاود فتح أبوابها من جديد وهل ستعود العمالة المدربة أم يكتفى أصحاب الفنادق بالبديل وتوفير المبالغ الطائلة التي كانت تحصل عليها العمالة المدربة.

حديث المدينة
عودة السياحة الروسية إلى شرم الشيخ حديث الساعة فالجميع متشوق لعودتها كسابق عهدها إلى مدينة السلام والجمال لتعويض خسائر المستثمرين على مدار السنوات العجاف الماضية.


أكد مجدى العداسى الخبير السياحي بشرم الشيخ لـ"فيتو" أن المصريين اعتادوا على الأزمات وهم متماسكون، ودائما يخرجون من الأزمات غير منبطحين صامدين والشعب المصرى يلين دائما مع الأحداث والكساد ولكنه لا ينكسر وهذا يؤدى إلى استعدادنا الدائم لمواجهة أي أزمات.


تجهيز العمالة
وأوضح الخبير السياحى أن المستثمرين بشرم الشيخ نوعان: مستثمر رأسمالى وطنى ومستثمر استغل الفرصة.. فالمستثمر الوطنى تحمل واستمر في فتح فنادقة وتحمل كافة الخسائر الممكنة ولم يتنازل عن العمالة المصرية المدربة التي لديه وراعى البعد الاجتماعى وراعى تصريحات الرئيس السيسي الذي أكد أن " أنوار شرم الشيخ لن تنطفئ".

أما الرأسمالية المستغلة التي حذر منها الرئيس جمال عبدالناصر وحذر منها العاملين في المجال السياسي، وشرم الشيخ الآن هي المثال الحي على معرفة من هو الرأسمالي الوطني الرأسمالي المستغل الذي استغل الفرصة وغلق فنادقة وطرد عمالة وأطفأ أنواره ولم يراع البعد الاجتماعي للعمالة المصرية ليزيد أعباء الدولة رافضا الخسارة.

وأكد العداسى أن فنادق شرم الشيخ المفتوحة جاهزة لاستقبال كافة السائحين القادمين إلى شرم الشيخ أما الفنادق التي أغلقت فتحتاج وقت طويل لعمل الصيانة وتجهيز العمالة المدربة.

الأسعار السياحية
وطالب مجدي العداسي جمعية المستثمرين بجنوب سيناء أن تأخذ الأمور بجدية من أجل تجاوز الأزمة وأن تدرس الأسعار السياحية بشرم الشيخ لأن الأسعار الموجودة بشرم الشيخ لا تتناسب مع إمكانياتها السياحية وجمال ونظافة الفنادق والمدينة وتعتبر أسعار شرم الشيخ السياحية هي الأدنى على مستوى المدن السياحية في العالم.

وأشار إلى أن شرم الشيخ تمتلك كافة المقومات السياحية غير الموجودة في العالم وما يميزها من شعب مرجانية وجمال الطبيعة.


إرهاق المنشآت
          
وقال الخبير السياحى وجدى سعد رئيس لجنة السياحة بالجامعة العربية، وأحد المستثمرين بشرم الشيخ: إننا سنواجه أزمة في حالة عودة السياحة بشرم الشيخ.

استمرار فترة الرقود السياحى وانعدام الدخل للمنشآت السياحية أدى إلى إغلاق بعض المنشآت والبعض الآخر تخلص من العمالة ذات الرواتب والبدلات العالية، تخفيضا للنفقات وتم الاستعانة بعمالة أقل خبرة بمرتبات أقل بهدف أن تسير الباخرة إلى أن تشرق الشمس.

ولكن طال انتظار هذا الشروق مما أرهق المنشآت ماديا وبالتالى لم تكن هناك ميزانيات لأعمال الصيانة والتطوير حيث إنه من الصعب توفير وتغطية تكلفة الطاقة الكهرباء والمياه والمرتبات وإعاشة الموظفين والتأمينات وغيره.


مأزق كبير
وأشار وجدي سعد إلى أن الإعلان عن عودة السياحة الإيطالية والروسية إلى شرم الشيخ يعطينا بريق أمل ولكن نواجه مأزقا كبيرا في كيفية توافر الأموال لإعادة تجهيز المنشآت.. وإذا توافرت من خلال القروض المطروحة.. هل نضمن وصول واستمرار الأفواج السياحية لتحقيق دخل لسداد أقساط القروض.

وتساءل من أين الحصول على العمالة ذات الخبرة التي هجرت أماكنها، إذ أن تدريب العمالة الموجودة يحتاج إلى وقت هذا بالإضافة إلى الهم الذي أصاب سائقي التاكسيات ومحال العاديات ونحن بالفعل في موقف لا نحسد عليه.

ولكن الصورة ليست سوداء إلى هذا الحد فلدينا قيادات وخبراء سياحة على مستوى ممتاز، وليس أمامنا سوى وضع خطة سريعة للعودة بالعمالة المدربة وتجهيز المنشآت وتوعية العاملين بالخدمات السياحية والمطارات والموانئ وأفراد الشرطة.


تأهيل العمالة
وشدد وجدي سعد على ضرورة إعادة تأهيل العنصر البشري بقطاع السياحة استعدادا لعودة السياحة الروسية مرة أخرى قائلا: إننا غير مستعدين لاستقبال السياحة الروسية لأن الغرفة الفندقية بحالة يرثى لها والقائمون على السياحة منهم عمالة مؤقتة تفتقر للخبرة فكان معظمهم على مستوى عال من الكفاءة والخبرة وتركوا العمل لضعف ميزانية المنشآت السياحية بعد انخفاض نسبة الإشغالات وتم استبدالهم بموظفين ليس لديهم خبرة.


وأضاف سعد: "إن البنك المركزي منح منذ فترة قروض ميسرة لقطاع السياحة وصلت إلى 5 مليارات جنيه لصيانة المنشآت وإعادة تأهيل الغرف السياحية ولكن بعض المنشآت أخذت والبعض الآخر رفض معتقدا بأنه بعد الانتهاء من أعمال الصيانة ترجع مرة أخرى للتلف".

تجربة مفيدة
           
وقال جيفار الجافى أحد شباب المستثمرين بشرم الشيخ "كلنا مستعدون لعودة السياحة ونتمنى عودتها قريبا لأن خسائرنا فادحة، وأن معظم الفنادق التي استمرت في فتح أبوابها جاهزة بنسبة 70% أما الفنادق التي أغلقت فستحتاج وقتا طويلا لعودة نشاطها من جديد".

وأوضح جيفارا أن شرم الشيخ تمرض ولكنها لا تموت وسوف نجاهد مع أنفسنا ونتحمل حتى تعود السياحة الروسية لأنها من أهم مصادر الدخل القومى لمصر. وعلينا أن نتعلم من هذه التجربة ونعتمد على أسواق سياحية أخرى حتى لا نكون تحت رحمة السياحة الروسية.

وأشار جيفارا أن شرم الشيخ بها مايقرب من 200 فندق بالإضافة إلى بعض القرى السياحية ستجد منهم ما يقرب من 120 فندقا يعملون والباقى متوقف لعدم وجود سياحة أو لظروف مالية أو لخلافات بين الشركاء.


ولكن في حالة عودة السياحة الروسية والإيطالية من جديد ستجد كل الفنادق المغلقة قد فتحت أبوابها وأجرت الصيانة اللازمة وعادت للعمل من جديد.

الصبر على الخسائر
وقال رمضان الجارحي صاحب أحد المشاريع بشرم الشيخ إن الجميع يترقب بشغف عودة السياحة الروسية والإيطالية والإنجليزية ولكن السؤال متى تعود.. سؤال نسأله كل يوم لأنفسنا ولكن لم نجد له إجابة تريح قلوبنا وتصبرنا على خسائرنا.

وعن الاستعدادات في خليج نعمة لاستقبال السائحين قال الجارحى خليج نعمة يتجمل ويزداد جمالا، والجميع جاهز لعودة السياح وسوف نستقبلهم بالورود ونقولهم اشتقنا لكم كثيرا وأهلا بكم في بلدكم شرم الشيخ.

وأكد الجارحى أن هناك وعودا من المسئولين بشرم الشيخ بعمل تغييرات كبيرة في خليج نعمة وأن الأمن بشرم الشيخ لم يفوت دبة النملة، وهناك تشديدات أمنية في كل مكان بشرم الشيخ لأنها محط أنظار العالم وستظل محط أنظار العالم لما بها من مقومات سياحية.

ننتظر الروس
يعيش العاملون بالسياحة بشرم الشيخ على أمل عودة السياحة الروسية، ينتظرونها بفارغ الصبر وينتظرون الفرج بعد سنوات عجاف منذ بدء الثورة. هل يتحقق الحلم وتعود السياحة لمعدلها الطبيعي ويزداد الإقبال على مدينة السلام والجمال ونرى السياحة الروسية وعودة الطيران الروسي والإنجليزي والطلياني والألمانى؟

ويقول ياسر حسن من العاملين بسقالة خليج نعمة "إننا ننتظر موسم الشتاء بفارغ الصبر، وننتظر تنفيذ شركات السياحة وعودها مع مصر وننتظر استئناف الرحلات الروسية إلى شرم الشيخ التي تتمتع بجوها الدافئ شتاء بالنسبة لروسيا وبعض دول العالم".

لقد فاض بنا الكيل وخسرنا مجهودات وتعب سنوات طويلة، حرمنا فيها من أسرنا من أجل بناء مستقبل لأولادنا ولكن كل ذلك ضاع ونعيش على أمل عودة السياحة.

مستعدون وجاهزون
وأوضح أحمد فرج من العاملين في رياضة الغوص أنه منذ سقوط الطائرة الروسية، ونحن نعانى بشدة من قلة السياحة "بيوتنا اتخربت" وبالرغم ما حدث في تونس وتركيا إلا أن نسبة السياحة بهم 95% فأين المسئولون عن ترويج السياحة؟ 

وأوضح فرج "كلنا جاهزون لعودة السياحة الروسية لأنه حلم غاب ونتمنى عودتهم سريعا إلى شرم الشيخ".
الجريدة الرسمية