رئيس التحرير
عصام كامل

محمد حمادي يكتب: الاحتجاجات الإيرانية.. ونجل شاه إيران

محمد حمادي
محمد حمادي

مع بداية عام جديد، نشهد من خلاله ربيع فارسى يندلع في إيران، فيه عدد من التطورات والقدرات لبعض الدول من جهة التصعيد في الأحداث يسمح إلى حد ما بالتعديل من ملامح الوجه السياسي والدينى لإيران.


فهناك في إيران احتجاجات شديدة الغضب قلبت موازين النظام "الخمينى" المسيطر طوال أربعين عاما منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979.

في قلب المشهد يظهر بعض المتظاهرين في إيران يطالبون بعودة محمد رضا بهلوى حاكمًا في إيران، إذ يُعد الابن الأكبر للشاه الذي كان آخر حاكم لإيران وأسقطته الثورة الدينية، وتدور أحاديث داخلية في المجتمع الإيرانى حول شخصية الرجل الذي يحظى بشعبية مهولة في أوساط الشباب الإيرانى الناقم على الحكم الدينى هناك.

ونشر "بهلوى" عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات قال فيها: «سوف نتذكر ليس كلمات أعدائنا ولكن صمت أصدقائنا»، مستشهدًا بمقولة مشابهة لمارتن لوثر كينج. وأضاف: «إذا كنت صديقًا للشعب الإيرانى فالآن هو الوقت المناسب لإظهار ذلك، وسيتذكر الشعب الإيرانى ذلك.

جدير بالذكر لمن لا يعلم أن محمد رضا بهلوى نجل الشاه الإيرانى الأسبق تولى الحكم في إيران خلفا لوالده رضا بهلوى بعد أن أطاحت به قوى التحالف خوفًا من جنوحه ناحية هتلر في الحرب العالمية الثانية وتزويده بالنفط فقامت قوات التحالف باحتلال إيران والإطاحة برضا بهلوي وتنصيب ولده محمد رضا بهلوي بدلاُ منه ونفيه إلى جنوب أفريقيا.

في عام 1951 انتخب محمد مصدق رئيسا للوزراء وحظي بشعبية هائلة في إيران، بعد أن أمم صناعة البترول والنفط الإيرانية. ثم أطيح به في انقلاب عام 1953 وهي عملية سرية أنجلو أمريكية وهي المرة الأولى التي أطاحت الولايات المتحدة بحكومة أجنبية خلال الحرب الباردة بعد الانقلاب، وأصبح الشاه استبدادي على نحو متزايد، وازدادت الاعتقالات التعسفية والتعذيب من قبل شرطته السرية، السافاك التي كانت تستخدم لسحق كل أشكال المعارضة السياسية، وأصبح آية الله روح الله الخمينى ناقد نشط للشاه من الثورة البيضاء التي نددت بالحكومة علنا​​ ألقي القبض على الخميني وسجن لمدة 18 شهرا.

وبعد الإفراج عنه في عام 1964، انتقد الخميني علنا حكومة الولايات المتحدة فأبعده الشاه إلى المنفى، ذهب أولا إلى تركيا، ثم إلى العراق وأخيرا إلى فرنسا، وبحلول منتصف 1970 اندلعت الإضطرابات المتزايدة ضد نظام الشاه القمعي.

والآن إيران تدفع ثمن تمددها في العراق ولبنان وسوريا واليمن، حيث إن تكلفة هذا التدخل باهظة الثمن،ورغم هذا يدفعها المواطن الايرانى الذي لا تهمه السياسة وهو يعانى من المشكلات والاعباء الاقتصادية وغلاء المعيشة.

ودعونا نطرح بعض الأسئلة هل الإيرانيون سيحاولون قلب موازين الحكم في إيران ؟وهل ستنجح خطة الولايات المتحدة، هذه الأسئلة ستجيب عنها الأيام القادمة في ضوء تطورات الموقف على الأرض في الشارع الإيرانى.
الجريدة الرسمية