رئيس التحرير
عصام كامل

حتى نكون منصفين!


وحتى نكون منصفين ولا يكون التأييد أعمى أو النقد عشوائيًا لمجرد التشويه وإشاعة الإحباط والتطاول فإنه ينبغي النظر في الظروف التي جيء فيها بالحكومة الحالية، والأهداف التي أريد منها تحقيقها، وعلى رأسها استعادة الأمن وكبح الإرهاب وإنقاذ الاقتصاد المتعثر بإجراءات يتحملها الجميع بعدالة وشفافية، وبما يوفر الحماية للفئات الأضعف، وعودة الإنتاج بأقصى طاقته، وتهيئة المناخ للاستثمار، وترجمة مبادئ الدستور وروحه إلى قوانين وتشريعات تلبي طموحات المواطن وتدفع بعجلة التطوير ونقل مصر لآفاق أكثر رحابة وازدهارًا، وتحسين مستوى معيشة الناس وتخفيف معاناتهم اليومية..


والسؤال: ماذا تحقق من هذه الأهداف.. وبأي درجة تحققت، وهل لامست واقع الناس ووصلت لحياتهم اليومية.. وما مدى رضاهم عنها.. هل درست الحكومة قراراتها بصورة مستفيضة استنادًا لآراء أهل الخبرة والتخصص.. أم فاجأتهم بها، ثم فوجئت هي الأخرى بتداعياتها الخطيرة، ولاسيما قرار التعويم.. وهل نفذت الحكومة برنامجها الذي قدمته لممثلي الشعب.. وهل شعرت بمعاناة الناس.. وماذا فعلت لتخفيف وطأة هذه المعاناة؟!

بهذه المعايير فقط يمكن الحكم على أداء حكومة "إسماعيل" نجاحًا أو إخفاقًا.. لكن وإحقاقًا للحق: كيف توصف حكومة بالضعف وقد تصدت بنجاح وقوة لتنظيم إخواني دولي تسانده دول ومخابرات عالمية بتمويل ودعم لا محدود.. ومخطط تنفذه عناصر منقادة بلا وعي ولا عقل.. ماذا نُسمي ما تحقق من انحسار كبير للعمليات الإرهابية.. وما حققه قطاع الطاقة والكهرباء لأول مرة من فوائض تقف بنا على أبواب التصدير وتحقق قيمة اقتصادية مضافة بعد معاناة وانقطاعات متكررة للتيار واختناقات في شرايين الطاقة وأزمات بنزين وسولار وغيرها.. وما جرى تشييده وتعبيده من شبكة طرق وكباري وأنفاق هي بمثابة شرايين للتنمية بطول مصر وعرضها..

أليست تلك الإنجازات بمثابة معايير للتقدم ومؤشرات للتطور ومقومات أساسية للشعور بالأمن والأمان؟ ثم ماذا نسمي بناء أكبر مشروع للإسكان الاجتماعي في مصر للشباب ومحدودي الدخل وتسليم تلك الوحدات قبل يونيو المقبل، بخلاف التقدم في استصلاح المليون ونصف المليون فدان، واختفاء أزمات طاحنة وطوابير ممتدة للحصول على أنبوبة بوتاجاز أو رغيف عيش أو سولار أو بنزين وغيرها من أساسيات الحياة اليومية للمواطن.. والأهم هو عودة الشعور بالأمن في الشارع وتأمين حدودنا الأربعة التي جرت استباحتها بعد أحداث 25 يناير.

لقد طمأن الرئيس شعبنا في احتفالات الانتهاء من أعمال الأنفاق الأربعة لربط سيناء بالوادي والدلتا، قائلًا: "لا تقلقوا من أي تهديد، فسوف ندحر الإرهاب بكل قوة، ولا تفريط في حبة رمل من أرضنا في سيناء، ومستعدون للموت لحماية أرضنا وأنا أولكم".
الجريدة الرسمية