رئيس التحرير
عصام كامل

قصة زوجين احتضنا ابنتهما واستشهدا بحادث الغدر بكنيسة حلوان (صور)

فيتو

لم يعلم أي منهما أن القدر يحمل لهما ما حدث، ولكن من منا يعرف قدره ويعلم الغيب، فنحن لا نعلم بأي أرض نموت، "مرقص" وزوجته "إيفلين"، قصة حب جمعتهما لتنتهي بهم الرحلة وهما يحتضنان ابنتهما في محاولة منهما لحمايتها من رصاص الغدر، الذي انطلق صوبهما، وهما خارج أسوار الكنيسة بعد انتهاء القداس الإلهي بكنيسة مارمينا بمدينة حلوان بالقاهرة.


ماتت في حضن زوجها كما عاشت
رحل "مرقص" عن قرية السلامية التابعة لإيبارشية دشنا شمال محافظة قنا، منذ ما يقرب من 20 عامًا، وتزوج "إيفيلن" وأنجب 3 فتيات، هن روجينا، 16 عامًا، وتدرس بالثانوية العامة، وكريستين 20 عامًا، وترقد بالمستشفى، إيريني الابنة الكبرى والتي تدرس بكلية التربية بالقاهرة.

كان الشهيدان وأسرتهما يقفون في السراء والضراء إلى جانب أهالي القرية، فضلًا عن استقبالهم مختلف أفراد القرية في منزلهما، سواء كانوا مسلمين أو أقباط لدى سفرهم إلى القاهرة.

"فيتو" زارت قرية السلامية للقاء أسرة الشهداء، كما أطلق عليها أهالي قرية السلامية التابعة لإيبارشية دشنا شمال محافظة قنا.

وقال القمص لوقان، إن الشهيد وديع كان من أسرة متدينة حيث جميع أفراد أسرته من رجال الدين، سواء والده أو جده أو حتى شقيقه، ويتمتع بحسن الخلق، لافتًا إلى أن الزوجين كانا يعملان خداما في كنيسة حلوان، وقبل أن يسافرا ويستقرا في القاهرة، كانوا خدامًا في كنائس عديدة بمحافظة قنا والجميع يشهد لهما بالحب والخير، ولم يفارق بعضهما البعض حتى الموت.

وأشار يعقوب لوقا، أحد أفراد أسرة الشهداء، قائلًا: «ربنا ينتقم من الإرهاب الذي لم يترك مسلم أو قبطي، في أول الشهر تم ضرب جامع وآخر الشهر ضربوا كنيسة الله المنتقم».

حزن مسلمي ومسيحي القرية على الشهيد وديع
وأكد لوقا أن القرية خسرت رجلًا كان يقدم يد العون إلى جميع أبنائها بمسلميها ومسيحيها، لافتًا إلى أن أسرة الشهيد جميعهم رجال دين، وجميع أفراد الأسرة وحتى أبناءه وزوجته، وهو نفسه خدام في الكنائس المختلفة، قائلًا: «قتل في المكان الذي أحب الجلوس بداخله».

وأشار إلى أن الشهيد تخرج من كلية الزراعة، وعمل بالتربية والتعليم، حتى تدرج في المناصب وشغل منصب موجه للتغذية بالقاهرة، موضحًا أن عمله جعله يستقر في حلوان، سعيًا وراء لقمة العيش، حتى خرج على المعاش منذ 5 سنوات.

وأكد أحمد سلامة "أحد أبناء القرية، أن القرية يعيش بها مسلمون ومسيحيون، ولم يسأل أيًا منا يومًا ديانتك إيه، والكل هنا يقف إلى جوار الآخر والحزن على فراق الشهيد وديع غطى علينا جميعًا.

ورصدت "فيتو" على جدران المنزل صورة للسيدة العذراء مريم التي يعتبرها الجميع رمز السلام وطريق النور لكل إنسان، وكانت مثالا لأهالي منزل الشهداء والكهنوت "عائلة وديع".

يذكر أن "وديع القمص مرقص"، 65 عامًا، وزوجته إيفلين شكرالله، 52 عامًا، استشهدا في الهجوم المسلح الذي استهدف كنيسة مارمينا والبابا كيرلس، في مدينة حلوان جنوب القاهرة.
الجريدة الرسمية