رئيس التحرير
عصام كامل

أسرة بطل موقعة القبض على إرهابي حلوان تكشف أسرارا جديدة في حياته

فيتو

سطر اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة المصريين، بعد انقضاضه ببسالة على الإرهابي الذي روع أهالي الشارع الغربي بحلوان، ومن قبلهم رواد كنيسة مارمينا، ليمنع بقفزته عليه حالة الرعب التي كان يبثها هذا المجرم في قلوب السكان، وكتب ببسالته الفطرية فصلًا جديدًا من فصول شجاعة الشعب المصري، ونهاية مسيرة هذا المجرم في إرهاب المواطنين الأبرياء، وواجه السلاح الآلى بيديه

 إنه عم صلاح الموجى، الذي حير كل من تابع حادث حلوان ببسالته.

وحاول الكثيرون معرفة هويته للتعرف على سر هذه الشجاعة التي دفعته لكى يخاطر بنفسه دون أدنى تردد في سبيل إنهاء خطر هذا الإرهابي.



لم يكن إقدام عم صلاح على الانقضاض على الإرهابي أمرًا عارضًا بل بسالة فطرية مع بعض الخبرات التي سبق أن اكتسبها من القوات المسلحة، حيث دخل عم صلاح الجيش عام 1985 بعد إنهائه دبلوم المصانع الحربية وقضي به عامين، وقضي مدة خدمته في العريش إبان الهدنة بين مصر وإسرائيل، وكانت مهمته الأساسية مع زملائه هي تطهير الأرض من الألغام الموجودة بها، منذ أيام الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكانت مهمة خطرة حتى أن بعض زملائه قد انفجرت فيهم بعض الألغام.

وبعد انتهاء فترة تجنيده في الجيش عام 1987، التحق عم صلاح بالخدمة في المصانع الحربية، ولكن ثمة مشكلة حدثت في العمل تسببت في فصله عام 1997، ولكنه تمكن من تجديد رخصته وعمل منذ ذلك الحين وحتى الآن سائقًا في إحدى المدارس الخاصة، وبالرغم من أنه طوال هذه الفترة التي تمتد إلى 30 عاما منذ انتهاء فترة تجنيده وحتى اليوم لم يمسك سلاحًا، إلا أنه لم يتردد لحظة أن يحرم الإرهابي من سلاحه، وأن يتعامل مع الموقف بشجاعة مقاتل وخبرة جندى تحت شعار يرفعه دائمًا " اللى يخاف ما يعملش.. والعمر واحد والرب واحد".

وبالرغم من أن هذا الحادث هو السبب في أن يصبح عم صلاح بطلًا شعبيًا في عيون المصريين، إلا أنه كان طوال عمره هكذا في عيون أسرته وعائلته، فشهامته لم تكن وليدة اللحظة و"الجدعنة" في طباعه منذ صغره، لذا فقد كان طبيعيًا أن يُقدم على ما فعله، هذا ما يؤكده محمد الموجى، شقيقه ذو الـ44 عامًا الذي بدت في نبرة صوته علامات التأثر والفخر، بمجرد أن أتت سيرة عم صلاح أمامه، "أنا شهادتى في صلاح أخويا مجروحة لأن هو اللى ربانى أنا واخواتى الـ7 بعد ما ابونا مات وهو اللى جوزنا كلنا وفى الجدعنة مفيش منه اتنين".

ويحكى محمد الموجى: "أخويا أصلا اسمه يونس مصطفى الموجى أبو جبة، كان متسمى على اسم عمه بس شهرته صلاح الموجى"، كان محمد في منطقة الحادث ولكنه لم ير ما فعله شقيقه في حينها بل سمع صداه بأذنيه، بعدما خرج إلى الشارع إثر القبض على الإرهابي ورآه فيما بعد من خلال الفيديوهات المنتشرة، " اللى أخويا عمله ده من فضل ربنا عليه.. إنه جرى بالشكل ده وهو عنده 53 سنة وانقض بالمنظر ده على الراجل اللى بيقتل في الناس.. أنا حاسس بقمة الفخر ويكفينا تكريمه بأن الناس كلها شايفاه بطل لأنه فعلا كده".

وعن جانب آخر من حياة شقيقه يحكى محمد أن عم صلاح عضو في لجنة المصالحات بحلوان، يسعى دائمًا لحل المشكلات وفض المنازعات بين أهالي منطقته "لو في أي ثأر بين عائلتين في حلوان دايمًا أخويا بيبقي موجود والحمد لله بيبقي من أسباب حقن الدماء بين العائلات".




هذا ما أكده أيضًا السعيد أبو جبة، ابن شقيق صلاح الموجى، الذي وصف عمه بأنه "شيخ عرب" في منطقته، وكان دائمًا وجهة المظلومين للحصول على حقوقهم، وخير راد للمظالم وأفضل من يفصل في المشكلات.

وعن إحساسه حينما رأى عمه على السوشيال ميديا والجموع تشيد بشجاعة عمه قال: "فرحت جدا وكنت في قمة سعادتى وهو ما شاء الله عليه معروف طول عمره بالجدعنة والرجولة وبيسد في أي مناسبة"، وبسبب بسالته تلك يري السعيد أن عمه يستحق التكريم "أصله عرض نفسه للموت في سبيل إنه يمنع غيره يموت وما فكرش في اللحظة دى لا في كاميرات بتصور ولا في تكريم هيستناه وفى لحظة واحدة كان ممكن الإرهابي يدوس على الزناد وتنتهى حياته".

أما شريف عبد اللطيف الموجى، زوج ابنة عم صلاح، فبدا الفخر بـ"حماه" يظهر في كلماته التي نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، حيث وصف البطل بـ " الراجل"، أما حسن الموجى، ابن شقيقه، فكانت كلماته تفيض بالفخر بعمه فقال "عمي صلاح ده اللي جرى أول واحد على الإرهابي من غير ما يخاف على حياته.. والله لو كتبوا فيك مقالات محدش هيوفيك حقك.. كل اللي أقدر أقوله ربنا يديك الصحة ويخليك لينا يا بطل".

                           

ولم يختلف رأى مصطفى ابن شقيق عم صلاح عن الآراء السابقة، فكلماته لم تخل من المدح في عمه الذي وصفه بأنه يملك "قلب أسد"، وقال" طبعا هو مش جديد عليه ولا علينا كعائلته طول عمرنا عارفين إنه ما بيخافش فعلا من حد، وعلى طول مع الحقـ وبيعمل قعدات صلح بين العائلات في حلوان، وناس كتير جدا عارفة عنه كده ومعروف في المنطقة اللى هي المساكن أو الشارع الغربى تحديدا أنه على طول جدع مع الناس كلها وهو زى كبير المنطقة".

ويرى مصطفى أن ما فعله عمه أمر طبيعي "في حاجة زى كده ما كانتش ينفع تعدى إلا لما يتصرف فيها.. بس ده لا يمنع أن كلنا اتفاجئنا بيه في الفيديو وهو بيجرى على الارهابى والحمد لله ربنا سترها".
الجريدة الرسمية