رئيس التحرير
عصام كامل

على أبواب مستشفى النصر.. حكايات الناجين من جحيم الإرهاب في كنيسة حلوان

مستشفي النصر بحلوان
مستشفي النصر بحلوان

في تمام العاشرة والنصف من صباح اليوم الجمعة، كانت الأجواء هادئة بمستشفى النصر بحلوان، بداية يوم عادي للمستشفي تستقبل المرضي بهدوء ويرحل آخرون بعد الانتهاء من العلاج.


عاملات المستشفى أوشكت على إنهاء عملهن من مسح الأرض وتنظيف أسرة المستشفيات، وكأنهم على علم بأن هذه الأسرة الفارغة ستمتلئ وتلطخ بالدماء مرة أخرى فور تنظيفها.

كانت مس "إيمان فرج" تشرف على المرضي في الصباح وعلي الممرضات كما هو معتاد بالنسبة لها، لتسمع صوت صراخ يملأ المستشفي والممرضات يرددن "حالة طوارئ انفجار في كنيسة"، أسرعت مس "إيمان" وزميلاتها لإسعاف المرضى.

تسترجع "إيمان" أصعب المشاهد التي مرت عليها اليوم بينما كانت تسعف أمين شرطة من مصابي حادث الهجوم الإرهابي على كنيسة مارمينا بحلوان، مرددة "أمين الشرطة كان عضم رجله مهري من كتر الرصاص اللي خده وضهره وبطنه فيهم عدد كبير من الرصاص".

تحول المشهد إلى حالة شديدة من الحزن على الضحايا الذين يتم دفعهم إلى المستشفى، بينما كانت الفاجعة الكبرى "لما السراير اتملت بالحالات كنا بنحطهم على الترولي وندخلهم تلاجة الموتى عشان نفضي سراير للحالات التانيه اللي لسه هتيجي، عمالين نكوم في ناس ماتت ومش عارفين العدد كام".

أوقفتها دموعها عن الحديث لما شاهدته اليوم، المشهد بكل تفاصيله كان صعب عليها رغم أنها اعتادت على نقل الموتى ووضعهم بثلاجة الموتى، لكن ليس بكثرة مثل ما حدث اليوم.

أخذت "إيمان" نفسًا طويلًا لتسترجع قواها بعده وتلتقط "قطنة وسبرتو" وتنظف حذاءها الأبيض بعدما غيرت دماء الضحايا لونه إلى الأحمر.

وعلى الجانب الآخر
سيدة خمسينيه مسلمة ترتدي حجابًا انهارت بالبكاء والصراخ على صديقتها في العمل والتي تدعى "إيفيلين"، مرددة "دي صاحبتي الوحيدة وقتلوها الكلاب، وسابتني لوحدي"، ليختفي صوتها بعد ذلك من كثرة البكاء.

وتلتقط الحديث سيدة أربعينية متسائلة "ليه بيعملوا كده فيهم ومصممين يموتوهم في أعيادهم ومناسباتهم السعيدة إلى حولوها لأيام رعب وانتظار الموت، ليه عايزين يعملوا كده ويفرقوا ما بينا، إحنا الاتنين مسلمين ومسحيين، عشنا مع بعض طول عمرنا وهنفضل مع بعض طول عمرنا مهما يعملوا".
الجريدة الرسمية