رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» تحاور حارس كنيسة مارمينا الذي أنقذ أرواح عشرات المُصلين في القداس

فيتو

في تمام الثامنة صباحا، وحين اطمأن أن الجميع استعدوا لقداس الجمعة، أغلق "سمعان فرج" حارس كنيسة مارمينا الباب العلوي للصالة المخصصة للصلاة، نزل إلى موقعه المعتاد مرة أخرى:"أتأكدت إن الناس طلعت قفلت والقداس اشتغل ونزلت أنا أحرس المدخل"، يتحدث سمعان وعلامات الصدمة ترتسم على وجهه وعينيه المثبتتين على بقعة الدم التي جفت والتصقت بمدخل الكنيسة.


أعطى "سمعان" كوب الشاي اليومي لرضا أمين الشرطة المُعين من قبل قوات الأمن لحراسة الكنيسة، ودخل إلى وجهته ثانية. كانت الأجواء على طبيعتها، حتى العاشرة:"بدأت الناس تخرج وأنا فتحت لهم الباب أغلبهم كانوا أطفال الحمد لله ربنا نجاهم".

"الوطن ليس الذي نعيش..بل الذي يعيش فينا"، عبارة على لسان البابا شنودة تتوسط عمود خراساني ضخم تكسوه الدماء بينما تتقاطر الأخرى لتوسع الرقعة الرابضة بوسط الكنيسة، "يتكأ عم سمعان على العمود "أنا بقالي 17 سنة شغال هنا مفيش حاجة من دي عمرها حصلت، وطول عمرنا إخوة والشارع ده أغلبه مسلمين عايشين مع بعض في سلام".

يداوم عم سمعان على الحضور يوميا من منزله بالفيوم في السابعة صباحًا، يمسح الكنيسة ويهيأها للقداس أو السنوية أو أي احتفال آخر ثم يجلس على كرسيه، الذي كان بفضل العناية الإلهية سببًا رئيسًا في نجاته من الحادث، "أنا مكاني جنب الباب اللي جاي من بره ميشوفنيش، علشان كدة لما الإرهابي جه وضرب الأمين مشافنيش أنا شفته وهو بيضرب نار صعقت ومبقتش عارف أعمل إيه".

لم يتمالك سمعان الخمسيني ذو الجسد الهزيل نفسه حينما وقع على الأرض، وزحف إلى الباب حتى أغلقه، "لقيتني بزحف للباب وكل همي ميدخلش الارهابي يضرب الناس اللي فوق، لأن وقتها الخساير كانت هتبقى ضخمة العدد فوق كان يفوق الـ30"، ظلت الطلقات تخترق الباب الحديدي بعض المصلين هرعوا إلى أسفل لتخترق الطلقات الحديد صدورهم.

 ما زال عم سمعان منكبًا على وجهه ممسكًا بالباب، في مخيلته أن ذلك سيجعله ومن معه في الداخل في أمان، "محستش إلا والرصاص بيخبط في الزجاج وفي الناس اللي جوه. ذنبنا إيه إحنا غلابة" يتحدث عم سمعان وهو ينظر إلى ركن "الكريسماس"الذي تطوع أطفال الكنيسة لصناعته منذ أسبوع.

عم سمعان أصبح يعيل مشواره اليومي همًا كبيرا، صار الموت يلاحقه من الفيوم إلى حلوان،"أنا عندي 3 بنات خايف آجي بكرة أو بعده يحصل كده واسيبهم، أنا اعتبرت كل بنت وكل ست فوق بناتي، كنت بحارب بكل قوتي علشان الإرهابي ميدخلش الكنيسة".
الجريدة الرسمية