رئيس التحرير
عصام كامل

ناقل جثث أقباط «كنيسة حلوان» يكشف كواليس اللحظات الأولى للحادث

كنيسة حلوان
كنيسة حلوان

في تمام العاشرة من صباح اليوم الجمعة، كانت الأجواء هادئة في شارع "مصطفى فهمي" بمنطقة حلوان في القاهرة، كان "حسن الجندي" ينظف سيارته الأجرة استعدادا لرحلتها المعتادة يوميًا، يداعب "عم وديع" العامل بمحل صناعة توابيت الموتى التابع لكنيسة مار مينا والأنبا كيرلس السادس، هكذا يفعلان كل يوم، خاصة يوم الجمعة، الذي يبدأ فيه "حسن" عمله مبكرًا، لكن هذه الجمعة تختلف عن غيرها، فحسن الشاب العشريني، تحول إلى مسعف مصابين وحامل نعوش لموتى لم يلقهم في حياته من قبل!.


يسترجع "حسن" أول من شهد واقعة استشهاد عدد من مرتادي كنيسة مارمينا بحلوان تفاصيل ما حدث صباح اليوم، وكيف استهدف مسلح الكنيسة: "كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة وربع كنت بمسح العربية بصيت لقيت واحد ضخم ماسك بندقية آلية فرغ طلقة في رأس عم وديع.. أنا شفت المنظر ده استخبيت ورا العربية".

تحول المشهد إلى فيلم "أكشن" من الطراز الأول، "حسن" يختبئ خلف سيارته يتابع المشهد بتفاصيله، "موت عم رضا أمين الشرطة، وبعدين وقف بعرض الشارع وكل ست تخرج من الكنيسة يضربها".

أصاب العجز "حسن" وهو يختبئ خلف خوفه بينما سيدات وأطفال تداهمهم طلقات الغدر بلا رحمة، "استنيت لما جه حد من الأهالي ضربه في رجله وقعه، وجريت على الناس شيلتهم في العربية النقل على ما الإسعاف تيجي".

يشير "حسن" إلى بقع الدم المتناثرة فوق ثوبه الرمادي، يلفظ أنفاسه بالكاد، ويتابع: "الإسعاف اتأخرت والناس كانت بتموت، عم وديع مخه خرج من رأسه وقع على الأرض واتنين ستات أنا اللي قفلتلهم عنيهم كانوا سلموا الروح".

هذه أول مرة يتعرض الجندي لمثل هذا الحدث، ألقت به الأقدار في ظرف مثل هذا، ساعة ونصف كانت هي المدة التي قطعها حسن بين المستشفى والشارع محل الحادث، "كنت بشيل جثث انقلهم مستشفى النصر وارجع تاني هنا".

يلتقط الحاج محمود طرف الحديث قائلًا: "احنا كنا قاعدين مش مديين خوانة القداس شغال من تسعة صباحًا، وإحنا كل واحد رايح على شغله".

في المنزل المواجه للكنيسة المملوك للحاج محمد، تسكن أسرتان لشقيقين منذ نحو عشر سنوات، لم يشهدوا مثل هذه الأحداث من قبل، بدأ الخوف يتسلل إلى قلوبهم جراء ما حدث تقول الحاجة أم محمد "حذرناهم وقت بناء الكنيسة بلاش وسط البيوت إيه ذنب الأطفال يصحوا مصروعين كدة!!".

كان الجميع نياما وقت وقوع الحادث استيقظت أم أدهم على صوت الطلقات "كنت فاكراها فرح سمعنا الضرب وكملنا نوم"، لكن حينما تسارعت الطلقات وتعالى الصراخ هرع زوجها إلى الخارج، "خرجت وراه لقيت جثث متكومة فوق بعضها، وشخص بيشهر سلاحه كأنه بيعمل مسح على المنطقة أي حد في وشه يضربه"، ويؤكد زوجها على أنه حينما سقط الإرهابي بطلق ناري في قدمه، انهال عليه هو والأهالي بالضرب بالأرجل والحجارة حتى أفقدوه الوعي تمامًا، "كنا بنطلع فيه غيظنا لحد ما خزنة الطلقات ظهرت فكرناها قنبلة بعدنا كلنا، والأمن نجاه من إيدينا".
الجريدة الرسمية