رئيس التحرير
عصام كامل

قاض يترك الجلسة ويستقل سيارته لمعاينة شقة في قضية تبديد منقولات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

داخل محكمة شبرا الخيمة، وفى الساعة العاشرة صباحًا، دخلت "هند.م"، ربة منزل في بداية عقدها الرابع من العمر، وفى يديها ولد وبنت في التعليم الابتدائي، ثم جلست تنتظر دورها في الجلسة.


نادى الحاجب على قضيتها، ودخلت أمام القاضى في غرفة المداولة، وقالت له إنها تزوجت من "باسم.ع" عامل، منذ أكثر من 15 سنة، وأنجبت منه طفلين، إلا أنه كان دائم التشاجر والاعتداء عليها، ولم يراع عِشرة ولا أبناءً، وتمادى في إهانتها، حتى أصبحت لا تتحمل العيش معه، وتركت له المنزل، وتدخل الأهل والأقارب للصلح بينهما، إلا أنها رفضت العودة إليه، فاقترحوا أن يتم التفريق بينهما بعيدًا عن ساحات المحاكم، وألزموه برد جميع مستحقاتها من أثاث ومؤخر وغيره، ووافق.

وأضافت الزوجة أمام المحكمة أن زوجها سرعان ما تهرب منها ولم يعطها حقها، فأقامت ضده دعوى تبديد، أمام محكمة الجنح التي حكمت ضده بالحبس سنة مع الشغل.

وأوضحت هند للمحكمة أن زوجها الجالس بالخارج في قاعة المحكمة أوكل محاميًا قدم له المعارضة على الحكم، ويساعده على التملص من واجباته تجاه أبنائه، فأمر القاضى الحاجب باستدعاء الزوج والمحامى إلى داخل غرفة المداولة، وعندما دخلا أمرهما القاضى بالوقوف، وسأله عن رده على كلام زوجته، صاح الزوج وارتفع صوته أمام القاضى، وقال إنه أعطاها جميع مستحقاتها إلا أنها لم تكتف ورفعت ضده دعوى تبديد كذبًا وبهتانًا.

نظر القاضى إلى الزوج ومحاميه، فشاهد الكذب في أعينهما، وهنا هم القاضي وخلع وشاحه، واستدعى الحرس، وخرج مصطحبًا سكرتير الجلسة وممثل النيابة اللذين كانا حاضرين بالجلسة، والزوج والزوجة ومحامى الزوج، وقال إنه سينزل للمعاينة والتحقق بنفسه، واستقل سيارته وما أن وصل إلى الشقة محل الدعوى، تبين كذب الزوج، وادعاؤه الظالم على زوجته.

فأمر القاضي بكلبشته، واصطحابه إلى المحكمة مرتديًا الأساور، ثم أمر بتأييد حكم حبسه سنة مع الشغل.
الجريدة الرسمية