انفراد.. الكنيسة تؤسس قناة فضائية جديدة باسم البابا.. إنشاء قناة جديدة باستثمارات 100 مليون جنيه.. تبث من كاتدرائية العاصمة الإدارية.. وتعيين مخرج شاب مديرا.. «تواضروس» الاسم المقترح
ثمة غضب مكتوم في صدر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تجاه الإعلام المسيحي، وبالأخص القنوات التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي أصبحت لسان حال مديريها أو ملاكها، وانحرفت عن الغرض الأساسي الذي أطلقت لأجله.
كما أن تصارع القنوات القبطية لانتزاع لقب «الناطق الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية»، وكل مسئول قناة يخرج ليقول نحن وحدنا وليس سوانا الناطق الإعلامي باسم الكنيسة، أثار أيضا غضب البابا تواضروس الثاني، حيث يشتد الصراع بين قناتي «سي تي في»، و«مي سات»، باعتبارهما الأكثر انتشارا في الأوسط المسيحية القبطية، لكنهما حادا عن الاتجاه، فالأولى أصبحت الناطق الرسمي ليس للكنيسة بل لـ«آل باسيلي»، مؤسس القناة ومديرها، فيما تحولت قناة «مي سات» أو «مارمرقس»، واجهت الأنبا أرميا مدير القناة، حيث إن كاميرات القناة تنقل فقط تعبيرات وجه وتحركات الأنبا أرميا، حتى في ظل وجود البابا تواضروس، يظل ضوؤها مسلطا على «الأب الروحي».
هذه الصراعات الموجودة في الإعلام المسيحي أو القبطي بشكل خاص، دفعت البابا تواضروس الثاني، إلى إصدار قرار بإنشاء قناة خاصة تكون بالفعل واجهة الكنيسة الإعلامية، والناطق الرسمي باسمها وليس باسم أشخاص بعينهم.
القناة الجديدة التي قرر البابا إطلاقها لتكون منبرا له وللكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خلقت جوا تنافسيا غير معلن، وبدأت مؤخرا عمليات التقرب من البابا تواضروس، للفوز بـ«الكعكة»، لكن البابا وضع الرهان على أحد المخرجين الشباب ليكون مديرا للقناة.
وبحسب مصدر كنسي، فإن استثمارات قناة البابا الجديدة تقدر بـ«100 مليون جنيه»، على أن تبث من الكاتدرائية الجديدة في العاصمة الإدارية، حيث أكد المصدر أن هناك مبنى مخصصا للقناة الجديدة في الكاتدرائية.
المصدر ذهب إلى أن البابا سيكون المشرف الأول على القناة الجديدة، لكي لا تنفلت برامجها إلى مناطق تضعه في أزمات، سواء مع الدولة أو الطوائف الأخري، مشيرا إلى أن البابا حريص على مراجعة كل المحتويات التي ستقدمها القناة الجديدة.
لم يستقر البابا تواضروس الثاني حتى الآن على اسم القناة الجديدة، رغم إشارة المصادر إلى رغبته في تسمية القناة الجديدة باسمه، لكن قريبين نصحوه بعدم الإقدام على تلك الخطوة، لأن الاسم لا يتماشى مع اسم قناة فضائية.
يذكر أن هناك 33 قناة مسيحية ناطقة بالعربية، تتبع الطوائف المسيحية المختلفة، أغلبها تابع للكنيسة القبطية، ورغم أن الأرثوذكسية هي الكنيسة الأكبر في الشرق الأوسط إلا أن الإنجيلية والكاثوليكية سبقتاها في دخول مجال الإعلام، من خلال قناتي «سات7» و«نور سات».
«سات 7» الناطق باسم الكنيسة الإنجيلية، تعتبر أول قناة فضائية مسيحية ناطقة باللغة العربية، بدأت بثها على القمر الأوروبي Hot bird فى7 مايو عام 1996، وذلك بمشاركة ودعم عشرين كنيسة وطائفة مسيحية في الشرق الأوسط، من بينها الكنيسة القبطية التي كانت تشارك فيها ببعض البرامج التي يعدها المركز الإعلامي القبطى، الذي يترأسه الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة ورئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن قناة الإنجيلية دفعت الكنيسة القبطية للتفكير في إنشاء فضائية خاصة، وهو ما اقترحه الأنبا مرقص على قداسة البابا الراحل شنودة الثالث، ولقي المقترح قبولا، وعليه بدأ أسقف شبرا الخيمة في جمع التبرعات لكن استغرق الأمر وقتا طويلا، حتى إن أحد الأساقفة استبعد إمكانية مشاركة الأنبا مرقص في إطلاق قناة، ونجح في انتزاع موافقة البابا شنودة على إطلاق فضائية خلال شهرين.
وفي وقت قصير نجح الأنبا بطرس الأسقف العام، في إطلاق أول قناة فضائية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية، في 14 نوفمبر 2005 حملت اسم «أغابي»، بعدها أنشأت الكنيسة «اللجنة المجمعية الخاصة بالفضائيات»، وهى منبثقة من المجمع المقدس، ومكونة من خمسة عشر عضوا ترأسها البابا شنودة الثالث.
وكلف البابا شنودة رجل الأعمال الراحل ثروت باسيلي، وكيل المجلس الملي، بإنشاء قناة فضائية ثانية، وبالفعل أطلق «سي تي في»، في 14 نوفمبر عام 2007، لتعتبر القناة الثانية الدينية التابعة للكنيسة القبطية، والتي تعرف نفسها بأنها القناة الرسمية للكنيسة القبطية.
وقبل رحيل البابا شنودة الثالث استطاع الأنبا أرميا، الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافي القبطي، من انتزاع موافقة البابا على إطلاق قناة جديدة باسم «مي سات»، وبدأت تبث من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في 2011.
ورغم أن الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة، كان أول من وضع مشروع إنشاء قناة للكنيسة باسم «Coptic sat، وظل لفترة ليست بقليلة يجمع في التبرعات، فإن المشروع لم يظهر للنور، لكنه خرج مؤخرا بقناة أطفال تبث من شبرا الخيمة تدعي «كوجى» تبث على القمر «نايل سات».
وظلت القنوات الكنسية تسير وفق هدف موضوع مسبقا، وهو ربط الأقباط المنتشرين في كافة أنحاء العالم بكنيستهم الأم، وتوصيل تعاليمها إليهم خاصة مع وجود الكثير من الدول التي لا توجد فيها كنائس قبطية أو توجد فيها كنيسة واحدة أو كنيستين، حتى تغيرت الأهداف والاتجاهات، وأصبحت كل قناة تعبر عن وجهة نظر مالكها أو مديرها.
"نقلا عن العدد الورقي"...