رئيس التحرير
عصام كامل

الانفصام التام.. وأمل مصر!


إصلاح التعليم وربط البحث العلمي بالإنتاج، وإيمان أهل المال والأعمال بقيمة العلم وما تنتجه عقول أبنائنا المبدعين.. هو أمل مصر في عصرنا الحاضر.. ولا مخرج سواه.. التعليم في مصر غير منتج وغير مثمر.. والدولة تخسر مليارات الجنيهات سنويًا حين تضخ آلافًا من العاطلين من خريجي الجامعات والدبلومات وما شابههما دون علم ينتفع به أو قيمة اقتصادية مضافة إلى رصيدنا المحدود.


توليد الثروة وفرص العمل ليس غاية في ذاته بل هو حل لمشكلة مزمنة أساسها ضعف الكفاءة وغياب الموهبة وهجرة العقول المبدعة إلى الخارج وغياب حلقة الاتصال النهائية بين سوق العمل والتعليم.. وزارتا التربية والتعليم وشقيقتها "التعليم العالي والبحث العلمي" بينهما انفصام تام.. الأولى تلقي للأخيرة بطلاب دون المستوى والأخيرة تلقي إلى سوق العمل بخريجين غير أكفاء على كثرتهم.. والقلة "النيرة" تعرف طريقها إما إلى الخارج المتربص بنا وبهم وإما إلى مسار منحرف وإحباط وغياهب الضياع.. "الزراعة" نفسها أمل كل المصريين ما زال مقر وزارتها في قلب العاصمة وليس في قلب الميدان بين المزارعين والمنتجين وفي الحقول..

مراكز الأبحاث الجامعية وغير الجامعية كلٌ في طريق.. لا يجمعها إلا الاسم.. لكن الغايات والمسارات والنواتج مختلفة.. بخلاف ما يحدث في دول متقدمة تعمل كمنظومة واحدة متعددة الوحدات.. وظائف متعددة والغاية واحدة.. مثلها مثل أعضاء الجسد تجمعهم شبكة عصبية وشرايين منبعها واحد ومصبها واحد.. ودورانها بين القلب المنتج والعقل المبدع متعدد الاتجاهات.
الجريدة الرسمية