سياسة «نفخ البلونة».. الحكومة تعلن مبكرا عن زيادة الأسعار.. تمهد لرفع تذاكر المترو وإزالة الدعم النهائي عن البترول.. وخبير نفسي: أسلوب يصيب المواطنين بالاكتئاب والإحباط
سياسة «نفخ البلونة» نهج لجأت إليها الحكومة المصرية الفترة الأخيرة، لمساعدة الشعب المصري على تقبل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وينجم عنها ارتفاع مستمر في أسعار جميع المنتجات والخدمات، فضلا عن تهيئة المصريين للتأقلم مع تلك الظروف القاسية.
المترو
أعلن "هشام عرفات" وزير النقل أن سعر التذكرة سيبدأ من جنيهين للمحطات التسع الأولى وسيزيد جنيها لكل تسع محطات إضافية، مضيفا أن الحد الأقصى لسعر التذكرة سيبلغ 6 جنيهات للخط الكامل لكن سيتم الإبقاء على الاشتراكات المخفضة لموظفي الدولة وطلاب الجامعات والمدارس.
وأشار عرفات إلى أن هذا الإجراء يأتي في إطار جهود السلطات لمواجهة وتغطية التكاليف الإضافية للتشغيل التي تتصاعد بوتيرة كبيرة بعد تحرير سعر صرف الجنيه.، على أن يكون موعد رفع سعر التذاكر في شهر يوليو المقبل.
ورغم تبقي 7 أشهر على موعد الزيادة، فإن الوزير أصر على الإعلان عن الزيادة في الوقت الحالي، لتهيئة الرأي العام لتقبل الفكرة في موعدها، لتقليل حدة التوتر الذي يصاحب الموقف، ويصبح الشعب المصري أكثر قابلية للفكرة.
اقرأ.. خدمات على رادار الغلاء الفترة المقبلة
البترول
اتبعت الحكومة نفس السياسة مع رفع أسعار البترول، لإعطاء فرصة للشعب لتقبل فكرة رفع الدعم، وكشف المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الوزارة الشهر الماضي، عن معلومات مهمة بشأن رفع أسعار البترول خلال الفترة المقبلة.
وأوضح الملا، خلال تصريحات صحفية، أن الحكومة ما زالت تدعم المواد البترولية حتى الآن، مؤكدًا أن الوزارة تغطي 65% من سعر التكلفة، حيث يوجد فجوة بين سعر التكلفة وسعر البيع للمستهلك، وأضاف: الوزارة تستهدف وصول الدعم على البنزين إلى الصفر، مؤكدًا على رفع الدعم نهائيًا عن البنزين وأنواعه خلال الفترة القادمة.
تابع.. «الأدوات المنزلية»: 3 أسباب ساهمت في رفع الأسعار رغم استقرار الدولار
الكهرباء
وزارة الكهرباء أيضا سارت على نفس النهج، حيث أكد الدكتور "محمد شاكر" وزير الكهرباء والطاقة في تصريحات على هامش مؤتمر أفريقيا 2017 والذي عقد بمدينة شرم الشيخ أغسطس الماضي، إنه سيتم رفع الدعم نهائيا عن الكهرباء في عام 2022، كما أن الحكومة تنفذ زيادة سنوية في أسعار الكهرباء في بداية كل عام مالي منذ 2014.
اقرأ أيضا.. «الغرف التجارية» توضح آلية تنفيذ قرار كتابة الأسعار على السلع
التحليل النفسي
يقول "جمال فرويز" أستاذ علم النفس السياسي إن الحكومة فاشلة في الدعاية لنفسها، واستخدامها لتلك السياسة من أكبر الأخطاء التي ترتكبها في تعاملها مع المواطن البسيط، لافتا إلى أنه ينبغي على الحكومة عرض الإيجابيات وطرح ما يتم تأسيسه من مشاريع وكباري وأنفاق بالحجج والأدلة حين الإعلان عن زيادة الأسعار، موضحا الحكومة تتعامل مع المواطنين بأسلوب "الجباية".
التضارب
وتابع قائلا: "هناك فرق كبير بين أسباب رفع الأسعار بالنسبة للمواطن وبالنسبة للحكومة، فلا يمكن أن تكشف الحكومة عن زيادة مرتقبة في الأسعار، وتعلن في نفس الوقت عن زيادة مرتبات الوزراء والمحافظين، فإنها تظهر نفسها بأنها غير أمنة على الشعب المصري".
الإحباط والاكتئاب
وأشار إلى أن هدف الحكومة في الإعلان عن زيادة الأسعار قبل الموعد المحدد بفترة كبيرة، لتهيئة الرأي العام والمواطنين لتقبله، يأتي بنتائج سلبية، حيث يزيد من الإحباط والاكتئاب للشعب، كما أن الإعلان عن الزيادة يصيب السوق باحتقان ويدفع التجار إلى تخزين السلع رفع الأسعار قبل الموعد المحدد.