رئيس التحرير
عصام كامل

هذه الفوضى.. لماذا؟!


الحكومات المتعاقبة تساهلت في أمر التعليم، حتى وصلنا لما نحن فيه من فوضى تعليمية، وكبوة سلوكية وأخلاقية تجلت آثارها واضحة فيما بعد أحداث 25 يناير وحتى اليوم.. سلوك التلاميذ في المدارس، والطلاب في الجامعات، والناس في الشارع تنبئنا بأن ثمة خطأ وخطيئة لن نتخلص منهما إلا بتصحيح مسار التعليم والبحث العلمي.. لن تنكشف غمة التخلف والتدهور الاقتصادي إلا إذا آمنا بقدرة العلم ومكانته في حياة الشعوب.. إنفاق المصريين مليارات الجنيهات سنويًا على الدجل والشعوذة والرغي في الهواتف، والتدخين والإدمان، انحراف ناتج عن غياب الوعي والفكر، وجود متطرفين بيننا، وإرهابيين من بني جلدتنا هو نتاج منظومة تعليمية متخلفة، وبيئة مجتمعية متدهورة.. تراجع الأخلاق الحميدة وشيوع "الأنامالية" والأنانية والسلبية نتاج نشأة غير سوية وتنشئة بلا هدف ولا رؤية ولا ضمير وطني ولا وازع ديني سوي.


الأمية والجهل هما عدونا الحقيقي.. وضعف الإنتاجية هي آفتنا الاقتصادية.. غاندي حينما أراد تحرير الهند من قبضة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لم يصعد المنابر ولا ألقى خطبًا عصماء إنما سار بين الناس يغزل صوفًا ليعلمهم أن الحرفة والصناعة والعمل أساس الحياة، وأن قيمة كل إنسان تتحدد بمقدار ما يحسن صنعه.
الجريدة الرسمية