رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تتفوق إسرائيل على العرب؟!


لدينا في مصر أكثر من 11 مركزا بحثيًا تابعا "للتعليم العالي" ومثلها مبعثرة في الوزارات وأجهزة الدولة المختلفة بخلاف أكاديمية البحث العلمي.. كلها تعمل في جزر منعزلة، تعاني ضعف التمويل والأهم غياب الربط والتنسيق فيما بينها.. وافتقاد الدور العلمي لرأس المال وغياب ثقافة "تبني المواهب العلمية" لدى رجال أعمالنا ومستثمرينا.. وليتهم اقتدوا بطلعت حرب ذلك الرمز الوطني العصامي الذي نهض بتمصير الصناعة والبنوك والسينما وحتى الغناء وغيرها.. للرأسمالية الوطنية دور غائب في مصر.. وتلك نقيصة بغيضة إذ تقوم الاقتصادات الكبرى على أكتاف القطاع الخاص وليس الحكومي.


ومن الأسف أنك تجد بعض رجال الأعمال ينفقون ببذخ على المظاهر والملذات ما لا ينفقونه على طلبة العلم أو حتى الدور الاجتماعي لرأس المال.. وتعاني مراكز أبحاثنا وجامعاتنا نقص التمويل، حيث تذهب النسبة الأكبر من مخصصاتها المالية للأجور والرواتب والصيانة وغيرها، ولهذا فلا عجب أن يكون المنتج العلمي بهذه الصورة الضعيفة.. ولا عجب أن يتفوق "الكيان الإسرائيلي" علميًا وتسليحيًا على العرب مجتمعين.. فنجد بضعة ملايين من البشر يفوق إنتاجهم العلمي والفكري وبراءات اختراعاتهم ما ينتجه عشرات الملايين من العرب ناهيك عن الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل لضمان استمرار تفوقها الكاسح علينا.. رغم أن دولا عربية عديدة تملك المؤهلات اللازمة لبناء قاعدة علمية راسخة يمكنها المنافسة إذا أحسن توظيفها وتكاملت في إطار متناغم يدرك قيمة العلم ويعمل بأوامر الدين الذي كانت أولى آياته داعية إلى القراءة والعلم "اقرأ باسم ربك الذي خلق"..

نحن حين نتخلى عن طلب العلم وتعظيم دوره في حياتنا لا نخالف تعاليم الدين فقط، بل نفرط في أبسط مقومات الحياة ونضع أنفسنا تحت رحمة غيرنا، فنستورد منه ما نأكل وما نشرب وما نلبس وما نعالج به أمراضنا.. فماذا بقي لنا من بواعث الفخر أو مقومات القوة أو حتى البقاء.. أفيقوا يا عرب فلم يعد في الوقت متسع للنجاة.
الجريدة الرسمية