شكرا مستر ترامب..و«طظ» في المعونة!!
أولا كل التهنئة بأعياد الميلاد للإخوة المصريين المسيحيين، وتهنئة للإنسانية كلها بعيد مولد السيد المسيح عليه السلام! ثانيا.. نعم.. شكرا للرئيس الأمريكى ترامب، ليس صحيحا أنه كتب كلمة النهاية للقضية الفلسطينية، بل الرجل بكل جسارة أعاد الروح والحياة للقضية الفلسطينية، تعالوا معا نراجع ما كان يحدث على الساحة الفلسطينية والعربية والعالمية!
أما الوضع الداخلى في فلسطين فكانت ولاتزال محاولات الوفاق متعثرة بين السلطة وحماس، والانشقاقات بين الفصيل الواحد، وسوريا تتهم فرنسا بأنها وراء الإرهاب والدمار في سوريا، وقطر ومصر والحديث عن تمويل الإرهاب، والسعودية وإيران والحرب المشتعلة بينهما، لم تكن فلسطين على خريطة أحداث العالم، وحتى في عالمنا العربى أصبحت القضية الفلسطينية وكأنها من المأثورات أو الفولكلور الشعبى، نتغنى ببعض أغانيها وقد نتذكر بعض الأحداث، ونتذكر أشعارا وكما قال الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى في ديوانه "الموت على الأسفلت" وفى قصيدته "وينام العالم العربى":
ينام العالم العربي
ليلاتي… زي ما بينام
بعواجيزه.. بفتيانه
بأطفاله… بشبانه
قرا الجورنال
وملا سيارته بالبنزين
وشاف النشرة بعد الظهر
وقال في الانتفاضة كلام
وحياها
وبعدين.. نام
هذا حالنا أو يشبه حالنا، بل ربما كان الوضع أفضل عندما كتب الابنودى هذه القصيدة، التي يقول فيها أيضا:
لكن لما شعرت بجوع
أنا حودت عالحاتي
طلبت كباب
معاه.. بيرة
أنا أصلي بأحب اللحم… والبيرة
لقيت قلب الطبق
مكتوب عليه (بيت لحم)
وعلى البيرة
مكتوب (البيرة)
سكرت … وطفت
بين الصحيان والوهم
لقيتني في يافا..
وفي حيفا
وفي نابلس وفي الناصرة
وفي بيت لحم وفي غزة
وقشعر جسمي
ساعة الحزن ليه هزة
خفت … وقمت..
هربت أوام
لقيت نفسي في قلب البيت
لقيت الفرش من غير دم
عرفت أنام
أنام..
والعالم العربي
سبقني ونام
هذا كان الحال وقت انتفاضة الأقصى، فما بالنا بعد ذلك؟ الأمر كان في أسوأ وضع وصورة للوطن العربى بل وللقضية الفلسطينية في العالم، ولكن القرار الأمريكى وإعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أشبه بطوق النجاة للقضية التي كادت أن تموت تماما بسبب انفراط عقد العالم العربى، بل إنها فقدت الكثير والكثير عربيا وعالميا، بسبب ما يحدث داخل فلسطين من تناحر فلسطينى- فلسطينى، والتشتت العربى بعد ما يسمى الربيع العربى الذي مزق اللحمة العربية، وكان سببا في تدمير دول عربية وإعادتها للخلف آلاف السنين.
القرار الأمريكى خلق إجماعا ضد أمريكا في مجلس الأمن، وخاصة وقوف حليفتها إنجلترا ضدها، وكانت الضربة الثانية في الأمم المتحدة، ورفض القرار الأمريكى، هذا جعل العالم يتذكر القضية الفلسطينية، فمثلا جمع كل التناقضات السياسية، مصر وقطر، السعودية وإيران، كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، الإمارات وتركيا، سوريا وفرنسا، الهند وباكستان، كل هذه الدول التي تعلن العداء لبعضها البعض، بل والبعض منها يستعد للحرب ضد الآخر، لكنها توحدت على قضية عادلة، على رؤية واحدة، موقف واحد من أجل القدس وبالأحرى من أجل قضية فلسطين، وهذا ينفى المقولة الغريبة التي أعلنها السادات وهى أن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا والحل أيضا وبسبب هذه المقولة توغل وتوحش الكيان الصهيونى.
لو اعتمد القادة العرب على شعوبهم، مثل اعتمادهم على الأمم المتحدة، لكان الأمر مختلفا واتخذوا موقفا أو قرارا في صالحهم وأصبحنا قوة يخشاها العالم.
الأمر الأخير في هذا المكان كتبت متمنيا إلغاء المعونة الأمريكية لنا، أولا لأنه لا قيمة لها من الناحية العملية، فلا نبنى بها مصانع، ولا تصرف على تشغيل الشباب وفتح فرص عمل حقيقية، بل إن معظمها ثمن سلاح أمريكى ليس حديثا وفقط، ولهذا الجميع رحب بقطع المعونات، وجاءت كلمة "طظ في المعونات الأمريكية" على لسان المهندس نجيب ساويرس، وكأنه يمثل الرأى العام، ونكررها للمرة المليون "طظ "في المعونة الأمريكية! ليس معقولا أن أحصل على معونة من الراعى الأول للمشروع الصهيونى في المنطقة، إنه السم الذي نحصل عليه، يكبل حريتنا بلا منطق أو مبرر!
مستر ترامب شكرا
و"طظ ألف طظ " في المعونة الأمريكية المسمومة!
هل نفيق ياعرب وندرك أننا قوة في اتحادنا!!؟
اللهم خيب ظنى.. ويفيق العرب!