رئيس التحرير
عصام كامل

تركيا.. دعاوى قضائية ضد مواقع للزواج متهمة بالتمييز

فيتو

هناك عدة مواقع على الإنترنت في تركيا تقول إنها تساعد المتزوجين على إيجاد شريك آخر، الأمر الذي يثير استياء منظمات حقوق المرأة. وبالرغم من إغلاق أحد أشهر تلك المواقع، لايزال بعضها الآخر مستمرا في تقديم تلك "المساعدة".بالرغم من أنه لم يمضِ وقت طويل على انطلاقته، فقد تم حظر موقع (evlilikci.com) الذي كان يريد تمكين المتزوجين من العثور على شريك ثانٍ على الإنترنت، وذلك "وفقًا للقواعد الدينية"، بحسب ما كان يقوله الموقع.
وكان الموقع يفتخر –حتى إغلاقه الأسبوع الماضي- بأنه الأول من نوعه في تركيا والثالث عالميًا بعد موقعين في كل من بريطانيا وإندونيسيا، في تقديم عروض من هذا النوع. وبحسب الموقع فإن بضع نقرات كافية لإخراج الرجال والنساء الحزينين من حالتهم البائسة. وكان الموقع –قبل إغلاقه- يصنف عُملاءَه كالتالي:
- الرجال الذين –ولأسباب متعددة- لا يرغبون في الانفصال عن شريكاتهم، بالرغم من أنه لم تعد لهم علاقة بهن.
- النساء اللواتي –ولأسباب متعددة- لا يرغبنَ في الزواج ولا في "ارتكاب الخطيئة" بنفس الوقت.
- النساء اللواتي يرغبن أن يكُنّ مع رجل متزوج.
- النساء اللواتي في حالة ميؤوس منها وقد ينجرفنَ إلى البغاء.
- الرجال والنساء، الذين يريدون إرضاء حاجاتهم من دون أن يرتكبوا "الخطيئة".
- جميع الذين يرغبون في الزواج.
وبعد أن أصبح الموقع مشهورًا خلال فترة قصيرة، فقد أثار موجة من الاستياء، حيث قام اتحاد الجمعيات النسائية في تركيا برفع دعوى ضده لدى النيابة العامة في أنقرة، قائلًا في بيانه: "إن المنصة تستخدم الجسد الأنثوي لممارسة التمييز بين الجنسين، وتستخدم لذلك الطقوس الدينية".

"كم مرة تصلي؟"
لكن صاحب الموقع الذي كُتبت فيه بعض الآيات من سورة "النساء" في زاوية "من نحن"، غير معروف حتى الآن. وبالرغم من إغلاق المنصة بتوجيهات من مكتب المعلومات والاتصالات، فمازالت مواقع مشابهة موجودة. اثنان منها هما موقعا "الزوجة الثانية" و"النساء السوريات".

ولكي يصبح المستخدم عضوًا في منصة "الزوجة الثانية"، عليه أن يجيب على سلسلة من الأسئلة الشخصية. فإلى جانب السؤال عن الوضع العائلي، يجب عليه أن يجيب على سؤال حول طائفته وإن كان مسلمًا أم لا، وعدد المرات التي يصلي فيها في اليوم. وفي الموقع مستخدمون من العديد من دول العالم أيضًا.

"مخلوقات صغيرة مثل نسائنا"
من جانبه، ينقسم موقع "النساء السوريات" إلى تصنيفات مثل: "النساء السوريات اللواتي يرغبن في الزواج" أو "ما تحبه النساء السوريات". وإذا ما قمت بالدخول إلى الموقع، ستجد تحيزات جنسية مختلفة حول النساء السوريات اللواتي اضطررن إلى الفرار إلى تركيا بسبب الحرب في بلدهن، ومكتوب فيه على سبيل المثال: "السوريات هن مخلوقات صغيرة مثل نسائنا، وفي بلادنا ازداد عدد الشبان الراغبين في الزواج من امرأة سورية، وكذلك عدد الرجال المتزوجين الذين يرغبون في أن يكونوا مع امرأة سورية. ولأن النساء السوريات لا يهمهن الزواج، يمكن للرجال العيش معهن دون الزواج منهن".

"أريد أن أتزوج امرأة سورية"
ولإبعاد الانطباع أنه يمكن من خلاله استغلال النساء اللواتي هربن من البلد المجاور الذي مزقته الحرب لسنوات، تقول المنصة: "إن الرجال ينجزون عملًا صالحًا، عندما يستخدمون العرض المقدم من المنصة"، ويتابع "ولأن نفسية هؤلاء النساء قد تضررت، فإن الزواج يحميهن من الاستغلال"، مضيفة "يمكنك بذلك أن تساعد أولئك النساء على أن يشعروا أنهم في حال أفضل".

وعلى الموقع يمكن قراءة رسائل بعض الرجال. أحدهم كتب: "أنا عمري 30 سنة، وأريد الزواج من امرأة سورية. ويمكن أن تكون متزوجة سابقًا". وكتب آخر: "أريد أن أتزوج عزباء سورية، في منتصف العمر".

"الزواج من موقف أخلاقي"
تقول كولسرن كابلان التي تعمل في مركز النساء بمدينة أورفا في جنوب شرق تركيا إن الزواج من أكثر من زوجة ليس شيئًا جديدًا، خصوصًا في المناطق الريفية، وتضيف أن عدد الرجال الذين تزوجوا سورية في زواجهم الثاني قد ازداد بنسبة كبيرة، وتتابع: "هؤلاء النساء هربن من الحرب. بعض الرجال يدّعون أنهم يتزوجونهنّ كي يساعدونهن، انطلاقا من موقف أخلاقي. والكثير منهم هم من الذين ليس لديهم أولاد أو أبناء ذكور".

"سأجلب لنفسي زوجة ثانية من سوريا"
إحدى الناشطات التي تعمل في أورفا والمناطق التي حولها ولم ترد أن يتم ذكر اسمها لأسباب أمنية، تحدثت عن تجربتها، وقالت إن بعض النساء أخبرنها أن رجالهن يهددونهن أنه إن لم يكونوا راضين عنهن فإنهم يقولون: "سأجلب لنفسي زوجة ثانية من سوريا".
وبحسب الناشطة فإن الشيء الجديد في هذه المسألة يتعلق بالجانب المادي أيضًا، وتوضح: "سابقًا، كان الأغنياء هم الذين يتزوجون مرة ثانية، لأن من كان يقوم بذلك كان يجب أن يتحمل التكاليف أيضًا. أما اليوم فقد أصبح الأمر أسهل، فلا يجب على الرجل أن يمتلك المال لذلك. اليوم يستطيع أي شخص أن يقوم بذلك".

بورجو كاراكاس/ م.ع.ح

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية