«السعار» يهدد الثروة الحيوانية في الوادي الجديد (صور)

أزمة كبيرة تعيشها محافظة الوادى الجديد خلال هذه الأيام بسبب تفشى مرض السعار بشكل غير مسبوق خاصة بقرى مركز الخارجة الأمر الذي ينذر بكارثة كبيرة في الوقت الذي لا توجد فيه حلول للحد من انتشار هذه المرض الذي يهدد الثروة الحيوانية وحياة الإنسان.

يعتبر مرض السعار من الأمراض الحديثة التي ظهرت في مصر وهو مرض فيروسي يصيب الماشية والحيوانات الحقلية نتيجة عقرها من جانب الكلاب والذئاب والثعالب التي تنتشر بصورة كبيرة في محافظة الوادى الجديد بسبب الطبيعية الصحراوية والجبلية للمحافظة، بالإضافة إلى قلة الرقعة الزراعية.

محمد منصور من مركز بلاط أكد أن المرض انتشر بصورة كبيرة بمركز الداخلة وبلاط وقرى مركز الخارجة لافتا إلى أن المرض يصيب الماشية نتيجة عقرها من جانب الحيوانات الضالة والمفترسة، لافتا إلى أنه بمجرد انتقال المرض إلى الحيوان فإنها يدمر الجهاز العصبى للحيوان ويتسبب في موته في الحال.

ولفت منصور إلى أن هذا المرض تسبب في تكبدنا خسارة كبيرة فأصبحنا لا نستطيع ترك مواشينا في الحقل بالإضافة إلى تخوفنا من نقل المرض الينا خاصة أنه فيروسى، فضلا على أن الحيوانات المفترسة والكلاب الضالة قام بعضها بمهاجمة الأطفال والمزارعين خلال الآونة الأخيرة وتمكن بعضهم من عقرهم.

أحمد عبد الله مزارع بمدينة الخارجة أكد أن مرض السعار ظهر بشكل كبير في قرى الثورة وبولاق، لافتا إلى أنه تحول إلى صورة وباء في ظل تجاهل مديرية الطب البيطرى والاكتفاء بإصدار تصريحات تقلل من مخاطر هذه المرض، مضيفا إلى أن هناك نحو 30 رأس ماشية نافقة كما أن هذا المرض قد يصيب الأشخاص المخالطين له، خاصة أنه سبق وتوفي أحد المواطنين بواحة الداخلة بعدما قام بعقره ثعلب ونقل إليه مرض السعار.

وقال أحد الأطباء البيطريين بمدينة الخارجة رفض ذكر اسمه أكد أن مرض السعار انتشر مؤخرا بصورة كبيرة وذلك بسبب انتشار الحيوانات الضالة لافتا إلى أن مديرية الزراعة قامت مؤخرا بصرف كميات كبيرة من الأمصال واللقاحات لمواجهة هذا المرض لكن معدل النفوق في تزايد فقد تخطى 50 رأس ماشية وفى تزايد مستمر خاصة بقرى مركز الخارجة.

وأشا إلى أن محافظة الوادى الجديد تعاني أزمة كبيرة من انتشار الحيوانات الضالة وعدم قدرة مديرية الطب البيطرى على مواجهتها وذلك بسبب عدم توافر الأدوات فضلا عن العجز الشديد في أفراد الأمن الذين يعاونون المديرية على قتل هذه الحيوانات، فهناك فرد أمن واحد فقط على مستوى المحافظة يقوم بمهمة إعدام هذه الحيوانات بالخرطوش في الوقت الذي يعتبر قتلها بالسموم أصبح غير أمن خاصة على حياة الإنسان.

وجدير بالذكر أن الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تلقى في أكتوبر الماضي أول تقرير من الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، حول تنفيذ خطة الهيئة في مكافحة مرض السعار في الماشية بمحافظة الوادى الجديد، من خلال 4 محاور للمكافحة تبدأ بتحصين الحيوانات في المناطق الأكثر تعرضا للإصابة، بالإضافة إلى تحصين الحيوانات المعقورة والمخالطة والمؤكد إيجابية البؤرة بها بالمجان، وذلك بعد إبلاغ وزارة الزراعة عن حالات الإصابة بمرض السعار في عدد من الماشية بمحافظة الوادي الجديد، للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية"OIE"، خاصة أنه من الأمراض واجبة التبليغ عنها.