رئيس التحرير
عصام كامل

أمة أهملت العلم.. فخسرنا الحاضر وخاصمنا المستقبل!


كثيرة هي إخفاقات العرب في العصر الحديث.. وكثيرة هي نكباتهم.. ومردها جميعًا إلى التخلف العلمي للإنسان العربي الذي تراجع عن مواكبة العصر في التفكير والإنجاز والإنتاج وحتى ردود الفعل.. أهملنا العلم فخسرنا الحاضر وخاصمنا المستقبل... فشلت القمم العربية في لم الشمل وتوحيد الصف والنفاذ بعمق إلى أولويات الضرورة، فلا تكاملنا اقتصاديًا رغم توفر مقومات هذا التكامل، ولا توحدنا عسكريًا خلف قوة ردع مشتركة، رغم ما نملكه من تسليح وجيوش، ولا استطعنا ردم الفجوة العلمية والتكنولوجية والنووية مع العالم المتقدم ولا مع إسرائيل التي تتفوق وحدها على العرب مجتمعين.. ولا نجحنا في تحقيق اكتفاء ذاتي من الغذاء والدواء والطاقة والتسليح ولا حتى في ورق الطباعة.


كثيرة هي محطات السلام الفاشلة التي ارتادتها القضية الفلسطينية منذ مؤتمر مدريد 1991 مرورًا باتفاقات أوسلو 1993، وطابا 1995، وواي ريفر 1998 وشرم الشيخ 1999 وليس انتهاء بمبادرة السلام العربية المأمولة 2002، وهي محطات لم تنقذ عملية السلام بقدر ما أدخلتها إلى نفق مظلم يكسب منه الإسرائيليون ويخسر العرب، وما خلا نصر أكتوبر 1973 ومفاوضات استرداد الأرض المصرية فكل الذي خاضته الدبلوماسية العربية مع إسرائيل باء بالخسارة وحلت الكوارث على عالمنا العربي بدءًا بحرب الخليج وغزو الكويت وتحريرها وضرب العراق، ومرورًا بثورات الخريف العربي التي لم يستفد منها سوى أعداء هذا الوطن، الذين خططوا ونفذوا وكسبوا، بينما انتكست أمتنا وصارت دولها إما مفككة متناحرة مثلما حدث في ليبيا وسوريا والعراق واليمن أو تصارع للبقاء أو مهددة في أمنها ومستقبلها.
الجريدة الرسمية