رئيس التحرير
عصام كامل

قصة طالب سوري هرب من جحيم الحرب ليواجه المجهول في جامعة القاهرة

فيتو

من جحيم الحرب في سوريا إلى البحث عن الحياة بمصر.. هكذا تمثل حياة الطالب (محمد خير)، الذي نفد بجلده بصحبة عائلته من الحرب الضروس في "سوريا"، ليستقر به المطاف في مصر والتعليم بجامعاتها.


محمد خير.. لم يستسلم لما آل إليه الوضع في وطنه ورؤية أهله وأصدقائه يسقطون في حرب لا ذنب لهم فيها، التحق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وبزغ نجمه فيها بموهبته في الإنشاد الديني، كانت الحياة في الجامعة وردية منذ التحاقه بها قبل عامين وسط ترحيب عام بالسوريين في مصر.

لكن يبدو أن طموح "محمد" داخل وطنه الثاني مصر، تحطم بجرة قلم، ووجد نفسه ممنوعًا من دخول الجامعة بعد خمس سنوات قضاها فيها، حيث طالبته إدارة الجامعة بدفع 2500 دولار مثل أي أجنبي وافد، بعد أن كان يتم معاملتهم معاملة المصريين.

وقال محمد خير عن أزمته مع جامعة القاهرة: "المبلغ المتراكم عليّ منذ بدء دراسته يعادل 80 ألف جنيه، وبادر أصدقائي في الكلية فور علمهم بالأمر بإطلاق مبادرة بين الطلاب لجمع المبلغ، ورغم تفاعل الطلاب وجمع مبالغ جيدة لكن عميد الكلية أوقف الأمر، وحذر من جمع الأموال داخل الحرم الجامعي".

وتابع الطالب السوري: "عيشتي في مصر تتميز بالدفء، خاصة وسط الصورة الذهنية الطيبة للسوريين لدى الشعب المصري، لكن مؤخرًا لاحظت معاملتي كأجنبي من قبل إدارة الجامعة، وهو شيء لم يعتده في مصر"، موضحًا أنه تقدم بالتماسات عدة لإثناء الجامعة عن القرار، كما أنه طرق كل الأبواب لكن الرد جاءه صريحًا في كل المرات "لازم تدفع أو تجيب قرار استثناء من وزير التعليم العالي".

ويخشى طالب دار العلوم أن تؤثر ديون الدراسة فى اختبارات منتصف العام التي ستبدأ خلال أيام، ويأمل ألا تغلق الأبواب أمامه في مصر كما أغلقت فرص الحياة في وطنه "سوريا".

يذكر أن أسرة "محمد خير" لجأت إلى مصر عام 2012 بعد أن اشتعلت الأمور في "سوريا" ودمرت البلاد وأصبح الفرار منها هو الحياة، رشح الأب مصر، رأى فيها الملاذ الآمن له وأولاده، فرغم تفكيك الوحدة بين البلدين قبل أكثر من نصف قرن لكن المعزة بين الشعبين مستمرة ووطيدة.

وتأتي حالة "محمد" لتسجل مرافقة بعد أن اعتبر اتحاد كرة القدم المصري معاملة اللاعبين السوريين كالمصريين، في وقت تطالب فيه جامعة القاهرة الطالب السوري بمصروفات كالأجانب.
الجريدة الرسمية