حكاية «بسكوتة».. قتل ولي نعمته بـ«مفك» بسبب 100 جنيه
"أنا ندمان يا باشا.. الفقر اللي خلاني أعمل كده"، بهذه الكلمات بدأ "بسكوتة" المتهم بقتل "مسن" في عين شمس، في الاعتراف بجريمته أمام نيابة شرق القاهرة الكلية.
قال المتهم إنه في صباح يوم الأربعاء الماضي، وكالعادة ذهب إلى محل خردة "عم عبد الحليم" للعمل لديه، بهدف ترتيب الخردة في المخزن، ثم أحضر له الشيشة، وسندوتشات "الطعمية"، ثم جلس تحت قدمه يتحدث معه، وأثناء الحديث قال له عم عبد الحليم الذي لا يقوى على النهوض من الكرسي لكبر سنه "ليه مبتتجوزش يا بسكوتة، أنت وحداني يا ابني زي حالاتي ولازم تشوفلك بنت حلال تونسك"، شرد "بسكوتة" قليلا في كلامه ورد عليه بصوت حزين "منين يا عم عبده الإيد قصيرة، هالاقي فين البنت اللي تتحمل الفقر معايا".
وهنا دخل أحد أصدقاء "عم عبد الحليم"، فنهض بسكوتة ليكمل عمله، تاركا الصديقان معا، وعندما دخل المخزن جلس في أحد أركانه، وظل يتحدث مع نفسه: "عم عبده عنده حق، أنا لازم أتجوز خلاص بقى عمري 26 سنة، بس منين، ثم نظر تجاه العجوز، وقال في نفسه "ده لا حد بيزوره ولا بيجيله غير صاحبه ده، ولاده وأخواته هجروه، وهو مش عارف معاه إيه، ولو سرقت منه كام ألف مش هيحس بيهم، ما معاه كتير".
وبعد انتصاف يوم الأربعاء، نادي "عم عبد الحليم " على "بسكوتة"، وطلب منه أن يشتري لهما وجبة "فراخ مشوية"، وبعد أن انتهيا من طعامهما، أغلقا المخزن، ثم انصرف "بسكوتة".
إلا أن "بسكوتة" كان قد خطط طيلة النهار لسرقة عم عبد الحليم، وعقد النية على تنفيذ جريمته فجر يوم الخميس، ومن أجل ذلك توجه إلى المخزن، ثم فتحه ودخل، وظل يفتش في جميع أركانه وزواياه على أموال، وأثناء ذلك شعر به العجوز، فقال له: بسكوتة إيه اللي جابك دلوقتي، أنت بتسرقني "، وهنا لم يشعر "بسكوتة" بنفسه، فقام بطعنه في الرقبة بواسطة "مفك"، وضربه بمكيال حديد وزنه 5 كيلو على رأسه، أسقطه قتيلا، وسرق 100 جنيه فقط وفر هاربا.
وكشفت مناظرة النيابة لجثة المجني عليه، أنه توفي نتيجة إصابته بجرح طعني نافذ بالرقبة واستقرار الأداة المستخدمة "مفك " بمكان الإصابة وجرح قطعي أعلى الحاجب الأيسر وكسر بعظام الجبهة.
عقب تقنين الإجراءات، تم القبض على المتهم، وتحرر المحضر اللازم وتولت النيابة التحقيق التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.